الاثنين، 23 ديسمبر 2013

همسات: طريق المعرفة الحقيقية عند الصوفية

 ...

.....جهاد العارفين للهوى ولذلك فمن بدايتهم، نزعوا الهوى من النفوس، وجعلوا هواهم الأوحد في المليك القدوس :

قد كان لي قبل أهواء مفرقـة . فاستجمعت مذ رأتك العين أهوائي 
إذا كان الغافل له هوى في النساء، أو في المال، أو في الأكل، أو في أي شهوة أو غرض، فإن الذي عرف الله:....عينه لا تلتفت لحظةً هنا أو هناك.فسيدنا رسول الله: أشهده الله كل الجمالات من الجنَّات والعرش، والكرسي !!..لكنه كما أثنى عليه ربهمَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [سورة النجم] فلم يلتفت هنا أو هناك!!، وهل بعد جمال الله !،.وكمال الله !، ينظر إلى شئ؟ وهل هناك ما يطرف العين بعد هذه الجمالات والكمالات، وكذلك الذي يرى الحبيب الأعظم هل يريد أن يرى شيئا بعده؟ 
قد كان لي قبل أهواء مفرقـة . فاستجمعت مذ رأتك العين أهوائي
تركت للناس دنياهم ودينهم ... شغلا بذاتك يا ديـنى ودنيائــى

فالذي اشتغل بالله حقا، وصدقا: لا يلتفت لغيره طرفة عين، ولا أقل.!! وهؤلاء هم الرجال الصادقون، الذين قال الله فيهم (اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) [التوبة] لماذا؟ لتكونوا معهم على الأقل فمن أحب قوما حشر معهم أو تكونوا منهم، وهذا الذي عنده همَّة وعزيمة! فإما أن نكون معهم، أو منهم. فالذي منهم يرث، وماذا يرث ؟ يرث علما، ونوراً، وحالاً، وفتحاً، وكشفاً، والهاماً، وفضلاً من ميراث الحبيب المصطفى : {إنما نورث علما ونورا} أي يأخذ حظه من العلم، أو حظه من النور، وما العلم الذي تركه رسول الله؟ علم القرآن، وعلوم الحقائق، وعلوم الدقائق، وعلوم الرقائق، وعلوم الفتح، وعلوم الكشف، وعلوم الفضل،.....علوما، يقول فيها الإمام أبو العزائم وأرضاه: 
فلو أنى أبـوح ببعض ما بي   لأحـرقت المشارق والمغارب
وولعت القلوب بحب ذات      تحــلى  من حلاها كل طالب

ويقول أيضا :
لو ذاق أهل البعد بعض مدامتى. تركوا الجدال وأحرقوا علم الرسوم
علوماً، يقول فيها الإمام على :" لو فسرتُ فاتحة الكتاب بما أعلم، لوقرتم سبعين بعيرا"علوما ليس لها حصر..!! من أين جاءت هذه العلوم؟ ... هذه وراثة من رسول الله ، وليست دراسة بإعمال الفكر والعقل والمشاهدة أو التجربة، ... بل هي وراثة نبوية مصطفوية فعلوم الوراثة غير علوم الدراسة فعلوم الدراسة: ربما يفنى المرء حياته كلها، ولا يستطيع أن يبلغ الغاية في التعمق في ميدان واحد من هذه الميادين، كما نرى.لكن علوم الوراثة: يحصل الإنسان فيها ما يشاء من العلوم في أقل من لمح البصر، إذا فتحوا له الباب وأدخلوه الرحاب، وكسوه حلة الأحباب، وجمَّلوه بجمال هذا الجناب، فإن كنوز فضل العلي الوهاب تنزل عليه بغير حساب (وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة النور] وهذه العلوم هي التي عاش فيها وبها أصحاب رسول الله ، يمكن أحدث نظرية تربوية في وزارة التربية والتعليم، أو التعليم الجامعي، يقولون فيها: نحن نوجه الطالب ليحصل المعلومة بنفسه، هذه هي النظرية القرآنية الإسلامية فرسول الله كان يوجههم وهم يحصِّلون،
حقيقة المعرفة
ماذا يريدون من المعرفة؟ يريدون معرفة أشهد أن لا إله إلا الله.
ويريدون معرفة أشهد أن محمد رسول الله. يشهدونها..... ولذلك قالوا : أن الناس في الإيمان درجات: فيهم العوام المؤمنين لأنهم ولدوا من أباء وأمهات مؤمنين ومسلِّمين، وهناك العلماء الذين لا يؤمنون إلابالأدلة والبراهين، وهؤلاء على قدرهم !، وهناك الأفذاذ والأكابر الذين يؤمنون عن شهود !، لا عن دليل أو برهان !، وإنما عن شهود بعين أوجدها فيهم الرحمن عزوجل ، وهذه العين موجودة في القلب...:
( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور )[الحج]، ) قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى ( [108 يوسف]

فالتصوف يدور حول هذه الحقيقة :
أن الصوفية يريدون المعرفةالذوقية، أو إن شئت قلت المعرفة العينية، أو إن شئت قلت المعرفة الشهودية للحقائق الغيبية القرآنية التي جاء بها القرآن ونزل بها الوحي على النبي العدنان صل الله عليه وسلم .
عجائب الرؤيا الصادقة
هل يصدق العقل بإمكانية ذلك؟
نعم، ولم لا، وعجائب الرؤية الصادقة تُنبئ عن ذلك، فإن الرؤية الصادقة التي يراها الناس في المنام وتتحقق في اليقظة: إنما هي قبس من عالم الغيب، يراه الإنسان عند نومه وتتحقق له في عالم اليقظة.
والذين يَعْبُرَون هذه الرؤى لا يستنبطون بفكرهم، وإنمايعبرون بأرواحهم إلى هذه الحقائق التي أتت إلى محدثيهم وأحبابهم، وينبئونهم كما شهدوها ورأوها بأرواحهم. ولذلك قديزيدون على الرؤية، وقد ينقصون منها، فعلى سبيل المثال :
رؤيا الملك في سورة سيدنا يوسف عليه السلام، عندما قال الملك :
( إنى أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضروأخر يابسات) ([43يوسف]
بم أوَّلها سيدنا يوسف؟ قال: سيكون سبع سنين رخاء، ثم سبع سنين عجاف، وعام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون!!، هل هذا العام مذكور في الرؤيا ؟لا، لأن الرؤيا فيها سبعة وسبعة فقط، وهذا العام غير موجود في الرؤيا... من أينأتى به؟وما كنتم للرؤيا..ليس "تُعَبِّرُونْ "..ولكن " تَعْبُرُون "..:.. تعبرون بأرواحكم إلى المصدر الذي تبث منه الرؤيا، ولذلك قال :
( ذالكما مما علمنى ربى) ` [37 يوسف]
وهذا علم علمه من الله عزوجل .
ولذلك لماذا برع ابن سيرين في الرؤيا؟ 
لأنه رأى سيدنا يوسف في المنام،وقال له: افتح فاك، ففتح فاه فوضع فيه لسانه، فمص لسان سيدنا يوسف عليه السلام،فقام من نومه وقد أحسن تأويل الرؤيا... وراثة.وعندما كان يستفتيه الناس في الرؤىكان يفتيهم ويفسر لهم بالإلهام:
@ جاءه رجلان في مجلس واحد، فقال أحدهما :
رأيت في المنام أني أؤذن، فقال:إنك ستسرق وتقطع يدك.
وجاءه في نفس الوقت الرجل الآخروقال: رأيت أني أؤذن، فقال :ستحج إلى بيت الله الحرام. فتعجب الحاضرون، فقال: عندما حدثني الأول كانت الآية التي مرت على خاطري :( ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون )([يوسف]
ولما حدثني الآخر: كانت الآية التيمرت على خاطري
(وإذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا) ([آية27سورة الحج]
@ ذهب إليه الإمام أبو حنيفة في مقتبل عمره وقال له: رأيت رؤيا أهالتني وأفزعتني، وكان في غاية الحزن بسبب هذه الرؤيا قال: وماذا رأيت؟ قال: رأيت أنى ذهبت إلى قبر رسول الله صل الله عليه وسلم ، ونزلت فيه فوجدته صل الله عليه وسلم ، عظاما فجمعت هذه العظام، فقال له: إنك ستجمع سنته. وذلك لأنه علم إلهامي من الله عزوجل .ولا ينفع تأويل الرؤيا من أي كتاب ككتب علم النفس أو غيره حتى كتاب ابن سيرين.
إذن ماذا يفعل المؤول؟ .. يقف على باب قلبه، حتى يفتح الله عزوجل له باب تأويل الرؤيا فيؤلها بربه لا بنفسه ولا بفكره ولا بعلمه،فالذي يؤول برأيه أو بفكره أو بعلمه: قد يخطئ في الإجابة، لكن الذي يؤول بربه لايخطئ أبداً ، لأنه من باب:
(وعلمناه من لدنا علما) ([سورةالكهف]
ولم يقل بقية العلوم، ولكن علماواحدا يستطيع تحمله أو يليق به أو يحتاج إليه، وعلوم الله لا حد لها ولا انتهاءلها.
فهذه العلوم التي خص الله بهاهؤلاء القوم نتيجة الوقوف على بصائرهم حتى يفتحها الفتَّاح عزوجل ، فتطلع على عالم الغيوب، فتنظر فيه إلى مواهب الله وإلى ما خص به الله أحبابه وأصفيائه :
فينطقون معبرين لمن اصطفاهم الله عما يستطيعون تحمله مما كاشفهم به الله جل في علاه، ويبقى هناك علوم وأسرار لايستطيعون إذاعتها أو نشرها أو بثها، يقول فيها الإمام علي زين العابدين رضى الله عنه :
يا رُب جوهر علـم لو أبوح به... لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسـلمون دمي ... يرون أقبح ما يأتونه حسناً
وهذا باختصار موضوع المعرفة عندالصوفية :
فالصفاء يحتاج إلى المجاهدة، ثم بعد الصفاء تأتى المشاهدة، وفي المشاهدة تلوح لهم وعليهم أنوار العناية.
- منهم من يجمل بالفراسة. - ومنهم من يجمل بالمكاشفة.
- ومنهم من يجمل بالمحادثة .- ومنهم من يجمل بالإلهام.
- ومنهم من ينطق بغوامض الحكمة، 
كل واحد على قدر ما يعطيه الله ويفتح له من كنوز عطـاء الله عزوجل  .
ولذلك لو بحثنا عن معنى الصوفية وتعريفها، كلها نجدها :
@ إما تتحدث عن الوسيلة وهى الجهاد.
@ أو الغاية وهى المشاهدة.
والوسيلة الغاية منها الصفاء، وبعدالصفاء..: المشاهدة.
رأي الدكتور عبد الحليم محمود في الصفاء والمشاهدة
وفي ذلك يقول الإمام د.عبد الحليم محمود في كتابه "قضية التصوف" وهو يحلل تعريف أبو بكرالكتاني للتصوف بأنه صفاء ومشاهدة:
(( وإذا نظرنا إلى تعريف الكتاني،فإننا نجد أن عباراته المختصرة :قد جمعت بين جانبين هما اللذان -فيما نرى - يكونان - في وحدة متكاملة - تعريف التصوف...:أحدهما :وسيلة...، والثاني : غاية....،
أما الوسيلة : فهي الصفاء.  وأما الغاية : فهي المشاهدة.
والتصوف من هذا التعريف: طريق،وغاية.
وطريقه يتضمن نواحي كثيرة تشيرإليها تسميته نفسها.
ولعل ذلك من الأسرار التي كانت السبب في هذه التسمية، واتخاذها عنواناً على هذه الطائفة. @ لقد قال جماعة: إنما سميت "صوفية"، لصفاء أسرارها..ونقاء آثارها.
@ وقال "بشر بن الحارث":الصوفي: من صفا قلبه لله.
@ وقال بعضهم: الصوفي :
من صفت لله معاملته، وصفت له من الله عزوجل كرامته.
وهؤلاء يهدفون إلى أن كلمة:"الصوفية" إنما تشير إلى الصفاء، وهذه الإشارة لا تخضع لمقاييس اللغة، وما دامت "إشارة" فإنه من التعسف أن يجادل إنسان في أمر انسجامها مع اللغة وعدم انسجامها.
@ ويقول قوم: أنهم سموا "صوفية" لأنهم في الصف الأول بين يدي الله عزوجل ، بارتفاع هممهم إليه، وإقبالهم بقلوبهم عليه، ووقوفهم بسرائرهم بين يديه.
@ وهؤلاء إنما يعبرون عن إشارةالصوفية إلى الصف: أي إلى الصف الأول في العمل على الوصول إلى الله والجهاد فيسبيله.
@ أما إشارة الكلمة إلى "أهلا لصفة" الذين كانوا على عهد رسول الله صل الله عليه وسلم ، إنما تشير إلى أوصافهم من العبادة، والتهجد، وعدم الطمع في الدنيا،واستعدادهم الدائم للجهاد في سبيل الله.
@ وتشير الكلمة للصفة: أي الصفةالكريمة، التي لا يتعلق فيها القلب بالمادة وإنما يتعلق بالله تعالى.وكل ذلك إنما هو حديث عن الوسائل.
على أن هذه الوسائل التي تشير إليها الكلمة لها وسائل أخر.
@ هذه الوسائل الأخر منها ما يعبرون عنه بقولهم:"لا يَملك ولا يُملك"..!!، ويعنون بذلك أنه: " لا يسترَقَّه الطمع "..:وهذه الكلمة لها مدلول واسع :
هو أن يتحرر الإنسان من الدنيا :
حتى ولو ملكها عريضة طويلة، يتحرر من الجاه، من الانغماس في الملذات، من الجري وراء المال، من حب السلطان، من حب الترف، من الصفات التي تتنافى مع الفضيلة.
@وخاتمة المطاف في هذه الوسائل:
أنها تؤدي إلى الصفاء، فإذا ما حل الصفاء، كان عند الإنسان استعداد كامل للمشاهدة، فيجود الله عليه بها، إن شاء.هذه المشاهدة هي أسمى درجات المعرفة : وهي الغاية النهائية التي يسعى وراءها ذووالشعور المرهف والفطر الملائكية، والشخصيات الربانية، فالتصوف إذاً معرفة – أسمىدرجات المعرفة بعد النبوة – إنه مشاهدة وهو طريقة إلى المشاهدة. 
وإذا أردنا أن نلجأ إلى الإمام "الغزالي" في تلخيص الطريق والغاية، فإننا نجده يقول في كتابه الخالد: "إحياء علوم الدين" :
"الطريق تقديم المجاهدة، ومحو الصفات المذمومة، وقطع العلائق كلها، والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى، ومهما حصل ذلك كان اللهالمتولي لقلب عبده، والمتكفل له بتنويره بأنوار العلم. وإذا تولى الله أمر القلب فاضت عليه الرحمة، وأشرق النور فيالقلب، وانشرح الصدر، وانكشف له سر الملكوت، وانقشع عن وجه القلب حجاب الغرة بلطفالرحمة، وتلألأت فيه حقائق الأمور الإلهية، فإذا ما حصل ذلك كانت المشاهدة.
@@ومن القصص اللطيفة التي تصور الوسيلةإلى المشاهدة في سهولة ويسر، القصة التالية :قال ذو النون رأيت امرأة ببعض سواحل الشام.فقلت لها:من أين أقبلت رحمك الله ؟، قالت:من عند أقوام تتجافى جنوبهم عن المضاجع، يدعون ربهم خوفاً وطمعا، قلت: وأين تريدين؟ قالت: إلى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، قلت: : صفيهم لي،فأنشأت تقول:
قوم همومهم بالله قــد علقت ... فما لهم همم تسموا إلى أحــد
فمطلب القوم مولاهم وسيدهم ... يا حسن مطلبهم للواحد الصمد
ما إن تنازعهم دنيا ولا شرف ... من المطاعم واللذات والولــد
ولا للبس ثياب فائـق أنـق ... ولا لروح سرور حل في بلــد
إلا مسارعة في إثر منزلــة ... قد قارب الحظـو فيها باعد الأبد
فهم رهائن غدران وأوديـة ... وفي الشوامخ تلقاهم مع العـدد

@ ثم يستطرد في حديثه عن المشاهدة قائلاً:"والمشاهدة التي هي الغاية (للصوفية) هي أيضاً تحقيق واقعي للتعبير، الذي ننطق به في كل آونة حينما نقول :"أشهد أن لا إله إلا الله ".. فالشهادة هي غاية الصوفي، وهو إنما يسعى جاهداً إليها بشتى الوسائل ليحقق بالفعل مضمون ما يلفظ به قولاً، أو ما يقوله حروفا ً.
وما من شك في أن تعاريف التصوف الكثيرة التي نجدها منثورةهنا وهناك، والتي تكاد تبلغ الألف، إنما تعبر في أغلب الأحايين عن زاوية من زواياالتصوف تتصل بالوسيلة، أو تتصل بالغاية، فلا يمكن أن يقال عنها إذا ما كانت كذلك،إنها خطأ تام، ولكن الخطأ إنما هو في أخذها على أنها تعبر عن الحقيقة الكاملة ...ولكنا يمكننا القول بأن أقرب ما يعبر عن الحــقيقة الكاملة من هذه التعريفات الكثيرةإنماهو تعريف الكتـاني:

التصوف صفاء ومشاهدة.[كتاب قضية التصوف: ص: 43-47، دار المعارف1988].

الجن يبشر بميلاد الرسول صل الله عليه وسلم - اكس ورلد فور عرب

 بسم الله الرحمن الرحيم
قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب الجن بعقول الناس ، والجن ينتشرون في فترة ضعف الإيمان ، وانتشار الجهل ، فالمدة التي بين سيدنا عيسى ورسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى { الفترة} ، وفي هذه الفترة طغى الجن وبغوا ، خاصة وأن الجن من طبيعتهم التي فطرهم عليها الله الخفة والطيش ؛ فحتى المؤمنين منهم على هذه الشاكلة ، ولذلك نسمع عن سرعة أذاهم للإنس 
فبعضهم كان يمسُّ الإنس في لحظات الضعف والخوف ، فيؤذونهم ويضرونهم ، وبعضهم كان الجن يتملَّك منهم فينطق على ألسنتهم ، ويخبر الناس بأشياء يخفونها ، ولم يطلعوا عليها أحد ، ولكن الجن يرونها من باب قول الله {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} الأعراف27 
فكان الذي ينطق الجنُّ على لسانه من الإنس يلقب بالكاهن ، والجنُّ الذي يأتي الكاهن يسمى التابع ، وقد ذاع صيت هؤلاء الكهان ، وفشي أمرهم في الجزيرة العربية قبل بعثته صلى الله عليه وسلم لكثرة انتشار الجهل والمرض ، وإيمان الناس بالخرافات والأوهام ، حتى أنهم أوهموا الناس أن أحدهم إذا أمسى عليه الليل في مكان قفر ، ويريد ألا يؤذيه أحد فعليه أن يقول : " أعوذ بكبير هذا الوادي " لأنهم صاروا يعتقدون أن لكل وادي شيطان يحميه 
ومنهم من كان يدخل في جوف الأصنام ليذيع نبأ استرقه من السماء ، ليضلَّ الناس ؛ ويجعلهم يعتقدون أن هذه الأحجار آلهة تسمع وتنطق وتعرف الغيب ، فيسارعون إلى إرضائها بعبادتها ، وتقديم الذبائح والأطعمة كقرابين لها ، فلعب الجنُّ بعقول الناس من هذه الطرق ، حتى خربوا العقائد ، وأضلُّوا الناس عن الطريق المستقيم 
وعندما انتقل النور المحمدي إلى بطن السيدة آمنة المصونة ، التقيَّة ، النقيَّة ، فالسماء جهزت مدافع تطلق صواريخ نارية مضادة للجنَّ ، فتطلق على من يصل إليها من الجنَّ شهابا رصدا أي صاروخاً يحرقه فورا {فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} الجن9
فحرموا من استراق السمع ، وضعفت شوكة الجن ، حتى أن كثيراً من الناس كان عندما يستعيذ بكبير الوادي كما هو المتَّـبع ؛ يسمع صوتاً يقول له {إنَّ نبي آخرِ الزْمَانِ قَدْ وُلِدَ ، وَ لا يُسْتَعَاذُ إلا بالله عز وجل ، فَقُلْ : أعُوذُ باللهِ السَّميعِ العَليم مَنْ الشَّيطَان الرَّجِيم}
ولذلك تروى لنا كتب التاريخ الإسلامي أن ما يزيد على المائتي رجل ؛ دخلوا الإسلام عن طريق الجن بهذا الأسلوب الذي ذكرناه آنفاً ، وهكذا كان من البشائر بولادته صلى الله عليه وسلم منع سطَّوة الجنِّ ، ومنع شروره ، ومنع استراق سمعه لخبر السماء 

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4
منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

الجن يبشر بميلاد الرسول الله
للتواصل مع فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد وللفتاوى والأسئلة:
1- للتحدث مباشرة مع الشيخ: إتصل بتليفون 0020405340519 بعد صلاة العشاء ولمدة ساعتين يوميا عدا الخميس والجمعة.
2- على صفحة: إتصل بنا ، من داخل الموقع الرسمى للشيخ: www.fawzyabuzeid.com
3- عبر البريد الإليكترونى أرسل إلى أى من:
fawzy@fawzyabuzeid.com , fawzyabuzeid@yahoo.com , fawzyabuzeid@hotmail.com , fawzyabuzeid48@gmail.com
4- للرسائل النصية أو إس إم إس عند الضرورة فقط أرسل إلى :
00201115561728 - 01225642362002
5- إذا كان السؤال لبرنامج الفتاوى الفورية فاذكر ذلك، وللرد الخاص فاكتب بريدك الإليكترونى.[/QUOTE] 

السبت، 21 ديسمبر 2013

الجن يبشر بميلاد الرسول صل الله عليه وسلم - اكس ورلد فور عرب


بسم الله الرحمن الرحيم

قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب الجن بعقول الناس ، والجن ينتشرون في فترة ضعف الإيمان ، وانتشار الجهل ، فالمدة التي بين سيدنا عيسى ورسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى { الفترة} ، وفي هذه الفترة طغى الجن وبغوا ، خاصة وأن الجن من طبيعتهم التي فطرهم عليها الله الخفة والطيش ؛ فحتى المؤمنين منهم على هذه الشاكلة ، ولذلك نسمع عن سرعة أذاهم للإنس 

فبعضهم كان يمسُّ الإنس في لحظات الضعف والخوف ، فيؤذونهم ويضرونهم ، وبعضهم كان الجن يتملَّك منهم فينطق على ألسنتهم ، ويخبر الناس بأشياء يخفونها ، ولم يطلعوا عليها أحد ، ولكن الجن يرونها من باب قول الله {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} الأعراف27 

فكان الذي ينطق الجنُّ على لسانه من الإنس يلقب بالكاهن ، والجنُّ الذي يأتي الكاهن يسمى التابع ، وقد ذاع صيت هؤلاء الكهان ، وفشي أمرهم في الجزيرة العربية قبل بعثته صلى الله عليه وسلم لكثرة انتشار الجهل والمرض ، وإيمان الناس بالخرافات والأوهام ، حتى أنهم أوهموا الناس أن أحدهم إذا أمسى عليه الليل في مكان قفر ، ويريد ألا يؤذيه أحد فعليه أن يقول : " أعوذ بكبير هذا الوادي " لأنهم صاروا يعتقدون أن لكل وادي شيطان يحميه 

ومنهم من كان يدخل في جوف الأصنام ليذيع نبأ استرقه من السماء ، ليضلَّ الناس ؛ ويجعلهم يعتقدون أن هذه الأحجار آلهة تسمع وتنطق وتعرف الغيب ، فيسارعون إلى إرضائها بعبادتها ، وتقديم الذبائح والأطعمة كقرابين لها ، فلعب الجنُّ بعقول الناس من هذه الطرق ، حتى خربوا العقائد ، وأضلُّوا الناس عن الطريق المستقيم 

وعندما انتقل النور المحمدي إلى بطن السيدة آمنة المصونة ، التقيَّة ، النقيَّة ، فالسماء جهزت مدافع تطلق صواريخ نارية مضادة للجنَّ ، فتطلق على من يصل إليها من الجنَّ شهابا رصدا أي صاروخاً يحرقه فورا {فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} الجن9

فحرموا من استراق السمع ، وضعفت شوكة الجن ، حتى أن كثيراً من الناس كان عندما يستعيذ بكبير الوادي كما هو المتَّـبع ؛ يسمع صوتاً يقول له {إنَّ نبي آخرِ الزْمَانِ قَدْ وُلِدَ ، وَ لا يُسْتَعَاذُ إلا بالله عز وجل ، فَقُلْ : أعُوذُ باللهِ السَّميعِ العَليم مَنْ الشَّيطَان الرَّجِيم}


ولذلك تروى لنا كتب التاريخ الإسلامي أن ما يزيد على المائتي رجل ؛ دخلوا الإسلام عن طريق الجن بهذا الأسلوب الذي ذكرناه آنفاً ، وهكذا كان من البشائر بولادته صلى الله عليه وسلم منع سطَّوة الجنِّ ، ومنع شروره ، ومنع استراق سمعه لخبر السماء 


http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4

منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


الجن يبشر بميلاد الرسول صل الله عليه وسلم

للتواصل مع فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد وللفتاوى والأسئلة:
1- للتحدث مباشرة مع الشيخ: إتصل بتليفون 0020405340519 بعد صلاة العشاء ولمدة ساعتين يوميا عدا الخميس والجمعة.
2- على صفحة: إتصل بنا ، من داخل الموقع الرسمى للشيخ: www.fawzyabuzeid.com
3- عبر البريد الإليكترونى أرسل إلى أى من:
fawzy@fawzyabuzeid.com , fawzyabuzeid@yahoo.com ,fawzyabuzeid@hotmail.com , fawzyabuzeid48@gmail.com
4- للرسائل النصية أو إس إم إس عند الضرورة فقط أرسل إلى :
00201115561728 - 01225642362002
5- إذا كان السؤال لبرنامج الفتاوى الفورية فاذكر ذلك، وللرد الخاص فاكتب بريدك الإليكترونى.
 

شراب أهل الوصل للشيخ فوزى محمد أبو زيد

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

{حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق

بسم الله الرحمن الرحيم

هناك ملك من ملوك اليمن اسمه تبَّع {أسعد الحميري} سمع عن يهود المدينة ، وكان يكره اليهود ، وذلك قبل ميلاد الرسول بثلاثمائة سنة ، فذهب إلى اليهود ليقضى عليهم فخرج له عالم من علماء اليهود - اسمه شامويل ـ ، وقال له : يا جلالة الملك إنك لن تستطيع أن تقضى على هذه البلدة ، قال له : لماذا ؟ قال له : إن هذه البلدة ستكون مهاجر نبي آخر الزمان ، وتكون دار إقامته ، وأنصاره قوم من اليمن 

فرجع الملك عن رأيه في غزوهم ، وبني بيتاً لرسول الله - حتى إذا هاجر يسكن فيه - وأحضر مجموعة من العلماء الذين معه - وعددهم أربعمائة عالم - وأعطى لكل عالم منهم جارية ، ونفقة ، وأمرهم أن يسكنوا في هذه البلدة ، حتى إذا جاء هذا النبي ، آزروه ونصروه ، وترك لهم كتاباً يسلمونه للنبي ومكتوب فيه :

شهدت على أحمد أنه \ رسول من الله بارى النسمّ
فلو مدَّ عمرى إلى عمره \ لكنت نصيراً له وابن عمّ
وجالدت بالسيف أعداءه \ وفرّجت عن صدره كل غمّ


فآمن بالنبي ، وذهب إلى الكعبة فغسلها ، وطاف بها وهذا الإيمان برسول الله كان قبل بعثته بثلاثمائة عام ، ويمر الزمن ويهاجر رسول الله إلى المدينة ، وكل واحد من أهلها يريد أن يأخذ رسول الله إلى بيته ، فيقول لهم : دعوا الناقة فإنها مأمورة ، فتأتى الناقة عند بيت أبى أيوب الأنصاري وتبرك[1] 

فإذا بأبي أيوب الأنصاري هذا من سلالة كبير العلماء ، وهذا البيت الذي يسكنه أبو أيوب ، كان بيت تبَّع الذي بناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينزل صلوات الله وسلامه عليه إلا في بيته الذي بناه له الله سبحانه وتعالى من ثلاثمائة عام على يد تبع فالكون كله كان يعرف كل شيء عن بعثته 

ولذلك فإن عبد المطلب لما ذهب إلى اليمن يهنئ سيف بن ذي يزن بانتصاره على الحبشة ، ومعه جماعة من قريش ، قابلهم وأدخلهم بيت الضيافة ، وقال لهم : انتظروا هنا ، وتركهم لمدة شهر ، وفي يوم من الأيام دعا عبد المطلب وقال له : إني أجد في الكتاب المكنون ، والعلم المخزون الذي اخترناه أنفسنا وحملناه دون غيرنا ، خبراً عظيماً ، وخطراً جسيما ،ً فيه شرف الحياة ، وفضيلة الوفاة للناس كافة ، ولرهطك عامة ، ولك خاصة " 

فقال عبد المطلب : مثلك أيها الملك من سر وبر ، فما هو فداك أهل الوبر زمراً {جماعات} بعد زمر؟ ، قال : إذا ولِد بتهامة غلام ، به علامة بين كتفيه شامة ، كانت له الإمامة ، ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة ، فقال عبد المطلب : أبيت اللعن ، لقد أبت بخير ما آب به وافد قوم ، ولولا هيبة الملك وإعظامه وإجلاله ، لسألته من بشارته إياي ما أزداد به سروراً 

قال سيف بن ذى يزن : هذا حين يولد فيه ، أو قد ولد ، اسمه محمد ، بين كتفيه شامة ، يموت أبوه وأمه ، ويكفله جده وعمه ، قد وجدناه مراراً ، والله باعثه جهاراً ، وجاعل له منا أنصاراً ، يعزّ بهم أولياءه ، ويضرب لهم الناس عن عرض ، ويستبيح به كرائم الأرض ، يعبد الرحمن ، ويزخر الشيطان ، ويخمد النيران ، ويكسِّر الأوثان ، قوله فصل ، وحكمه عدل ، يأمر بالمعروف ويفعله ، وينهى عن المنكر ويبطله 

قال عبد المطلب : أيها الملك عزَّ جارك ، وسعد جدك ، وعلا كعبك ، ونما أمرك ، وطال عمرك ، ودام ملكك ، فهل الملك ساري بإفصاح ؟ فقد أوضح بعض الإيضاح ، قال سيف بن ذي يزن : والبيت ذي الحجب ، والعلامات على النصب ، إنك يا عبد المطلب لجدُّه بلا كذب ، قال فخرَّ عبد المطلب ساجداً ، فقال سيف : ارفع رأسك ، فقد ثلج صدرك ، وعلا أمرك ، فهل أحسست شيئاً مما ذكرت لك ؟ 

قال عبد المطلب : نعم أيها الملك ، إنه كان لي ابن ، وكنت به معجباً ، وعليه رفيقاً ، فزوجته كريمة من كرائم قومي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهره ، فجاءت بغلام ، وسمَّيته محمدا ، ومات أبوه وأمه ، وكفلته أنا وعمه ، بين كتفيه شامة ، وفيه كل ما ذكرت من علامة 

فقال سيف : إن الذي ذكرت لك حق ، فاحتفظ بابنك ، واحذر عليه اليهود ، فإنهم له أعداء ، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلاً ، واطوِ ما ذكرت لك دون هذا الرهط الذي معك ، فإني لست آمن أن يدخلهم التحاسد من أن يكون لك الرياسة فيبغون لك الغوائل ، وينصبون لك الحبائل وهم فاعلون ، أو أبناؤهم ، ولولا أنى أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه ، لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير بيثرب دار ملكه ، فإني أجد في الكتاب الناطق ، والعلم السابق : أن يثرب استحكام أمره ، وموضع قبره ، وأهل نصرته[2] 


[1] رواها السمهودى في وفاء الوفا " تاريخ المدينة " وابن دحلان في " السيرة النبوية" وابن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما
[2] رواه الإمام الماوردى في أعلام النبوة ، وأبو نعيم ، والبيهقي ، من طريق عفر بن زرعة ، بن سيف بن ذي يزن عن أبيه 

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4

منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


حديث الحقائق الخلائق


للتواصل مع فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد وللفتاوى والأسئلة:
1- للتحدث مباشرة مع الشيخ: إتصل بتليفون 0020405340519 بعد صلاة العشاء ولمدة ساعتين يوميا عدا الخميس والجمعة.
2- على صفحة: إتصل بنا ، من داخل الموقع الرسمى للشيخ: www.fawzyabuzeid.com
3- عبر البريد الإليكترونى أرسل إلى أى من:
fawzy@fawzyabuzeid.com , fawzyabuzeid@yahoo.com , fawzyabuzeid@hotmail.com ,fawzyabuzeid48@gmail.com
4- للرسائل النصية أو إس إم إس عند الضرورة فقط أرسل إلى :
00201115561728 - 01225642362002
5- إذا كان السؤال لبرنامج الفتاوى الفورية فاذكر ذلك، وللرد الخاص فاكتب بريدك الإليكترونى

الأحد، 15 ديسمبر 2013

السلف الصالح والورع فى الحلال -



R]بسم الله الرحمن الرحيم

لما كان الورع هو ترك الشبهات فقد ظهرت منزلته بين العبادات الإسلامية فإذا كان المطعم الحلال وترك الشبهات هو أساس قبول العبادات واستجابة الدعوات فإن الورع وترك الشبهات هو أساس الترقي في الدرجات الإيمانية والمنازلات الإحسانية وهذا ما يشير إليه الحديث النبوي الشريف {كُنْ وَرِعاً تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ}[1]

والحديث الآخر الذي يقول {لاَ يَبْلُغُ الْعَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لاَ بَأْسَ بِهِ حَذَراً لِمَا بِهِ الْبَأْسُ}[2]

ولهذا نجد أن سلفنا الصالح اهتموا بالورع غاية الاهتمام حتى قال الإمام أبو بكر الصديق رضي الله عنه {كنا ندع سبعين بابا من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام}[3]

وقد أسّسوا ورعهم بالإضافة إلى ما سبق على قول الله عز وجل {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً} المؤمنون51

حيث رتّب الله العمل الصالح على أكل الطيبات {الحلال} وقوله سبحانه وتعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ} التوبة109

واستعانوا على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم {دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إلى مَا لاَ يَرِيْبُكَ}[4]

وقد توسّعوا في هذا المجال حتى أنهم أدخلوا الورع في كل شيء ولم يقصروه على التورّع في المطعم فقط فهناك ورع في المنطق وورع في المناصب والرياسة وورع في حركات الظواهر وورع في خواطر السرائر وأسّسوا ذلك على قوله صلى الله عليه وسلم {مِنْ حُسْنِ إسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ}[5]

وقد بلغ سلفنا الصالح في الورع مبلغا عظيما قلّ أن يجود الزمان بمثله حتى جعلوه الأساس الذي يصلح الدين فقد دخل الحسن البصري مكة فرأى غلاما من أولاد على بن أبى طالب رضي الله عنه قد أسند ظهره إلى الكعبة يعظ الناس فوقف عليه الحسن وسأله ما ملاك الدين؟ فقال الورع قال فما آفة الدين؟ فقال الطمع فتعجب الحسن منه وقال مثقال ذرة من الورع السالم خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة

وكان إمامهم في ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى أبو هريرة
{أَخَذَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : «كخ كخ ارْمِ بِها أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟}[6]

أي ألقها وكذلك ما روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه أرق ليلة فقال له بعض نسائه أرقت يا رسول الله فقال {إنِّي وَجَدْتُ تحتَ جَنْبِي تَمْرَةً أكَلْتُهَا وكانَ عِنْدَنا تَمرٌ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ منْهُ}[7]

وأيضا ما روى عن الخلفاء الراشدين ومن ذلك أن عمر رضي الله عنه وصله مسك من البحرين فقال وددت لو أن امرأة وزنت حتى أقسمه بين المسلمين فقالت امرأته عاتكة أنا أجيد الوزن فسكت عنها ثم أعاد القول فأعادت الجواب فقال لا أحببت أن تضعيه بكفة ثم تقولين فيها أثر الغبار فتمسحين بها عنقك فأصيب بذلك فضلا على المسلمين

وكان يوزن بين يدي عمر بن عبد العزيز مسك للمسلمين فأخذ بأنفه حتى لا تصيبه الرائحة وقال : وهل ينتفع منه إلا بريحه؟

أما ما ورد عن السلف الصالح في ذلك فشيء كثير جدا لا نستطيع ذكره كله ولكن نكتفي ببعض النماذج المضيئة في هذا المجال :

فمن ذلك أن أخت بشر الحافي ذهبت إلى أحمد بن حنبل وقالت : إنا نغزل على سطوحنا فتمر بنا مشاغل الظاهرية ويقع الشعاع علينا أفيجوز لنا الغزل في شعاعها فقال أحمد : من أنت عفاك الله تعالى؟ فقالت : أخت بشر الحافيفبكى أحمد وقال : من بيتكم يخرج الورع الصادق لا تغزلي في شعاعها

ومن ذلك أن ابن المبارك رجع من مرو إلى الشام في قلم استعارة فلم يرده على صاحبه

ومن ذلك أن أحمد بن حنبل رحمة الله تعالى رهن سطلاً له عند بقال بمكة فلما أراد فكاكه أخرج البقال إليه سطلين وقال خذ أيهما لك فقال أحمد : أشكل على سطلى فهو لك والدراهم لك فقال البقال : سطلك هذا وأنا أردت أن أجربك فقال : لا آخذه ومضى وترك السطل عنده

ومن ذلك أن ابن سيرين اشترى أربعين حّبا سمنا فأخرج غلامه فأرة من حبّ فسأله من أي حب ّ أخرجتها ؟ فقال : لا أدرى فصبّها كلها

ومن أعجب ما روى في ذلك أن أبا يزيد البسطامى رضي الله عنه اشترى بهمذان حب القرطم ففضل منه شيء فلما رجع إلى بسطام رأى فيه نملتين فرجع إلى همذان فوضع النملتين

ويحكى أن أبا حنيفة كان لا يجلس في ظل شجرة غريمه ويقول : في الخبر كل قرض جرّ نفعا فهو ربا

وقيل إن أبا يزيد غسل ثوبه في الصحراء مع صاحب له فقال صاحبه : تعلق الثوب في جدار الكرم {الحديقة} فقال : لا لا تغرز الوتد في جدار الناس فقال: نعلقه في الشجر فقال : لا إنه يكسر الأغصان فقال : نبسطه على الاذخر{الحشائش} فقال : لا، إنه علف الدواب لا نستره عنها فولى ظهره إلى الشمس والقميص على ظهره حتى جفّ جانب ثم قلبه حتى جفّ الآخر 


[1] رواه الشيخان عن أبى هريرة [2] رواه ابن ماجه [3] ورد في إحياء علوم الدين ومدارج السالكين [4] أخرجه النسائي والترمذي والحاكم من حديث الحسن بن على رضي الله عنهما [5] رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبى هريرة [6] رواه البخاري من حديث أبى هريرة [6] رواه أحمد من رواية عبد الله بن عمر

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2

منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


السلف الصالح والورع الحلال
[/CENTER] 

الخميس، 28 نوفمبر 2013

اداب الضيافه

اداب الضيافه بسم الله الرحمن الرحيم

ينبغي على المدعو آدابا جمة نشير إلى بعضها :

ألا يتأخر كثيرا عن الميعاد المحدد فيطول انتظارهم ويصيبهم القلق وكذلك لا يتعجّل الحضور فيفاجئهم قبل الاستعداد وأن ينصرف عقب الطعام لقول الله {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ** الأحزاب53
ولأن أهل الدعوة يكونوا متعبين فيحتاجون للراحة

أن لا يصحب معه أحداً إلا إذا كان مدعواً أو علم فرح صاحب الدعوة بحضوره معه

أن لا يبتدئ بالطعام ومعه من يستحق التقديم بكبر سنّ أو زيادة فضل إلا أن يكون هو المتبوع والمقتدى به فحينئذ ينبغي أن لا يطول عليهم الانتظار إذا اشرأبوا للأكل واجتمعوا له

إذا دخل فلا يتصدر المجلس بل يتواضع في المجلس إذا أشار إليه صاحب المكان بالجلوس في مكان جلس فيه ولا يفارقه قال صلى الله عليه وسلم
{إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ لِلَّهِ تَعَالَى الرضَا بِالدُّونِ مِنْ شَرَفِ الْمَجَالِسِ**[1]

لا ينبغي أن يجلس في مقابلة باب الحجرة الذي للنساء وسترهم ولا يكثر النظر إلى الموضع الذي يخرج منه الطعام فإنه دليل على الشره

أن لا يحوج صاحب الطعام إلى أن يقول له كل فقد قال جعفر بن محمد رضي الله عنهما{أحب إخواني أكثرهم أكلا وأعظمهم لقمة أثقلهم علىّ من يحوجني إلى تعهده في الأكل**

أن لا يبادر إلى رفع يده من الطعام قبل أن يرفع الآخرين حتى لا يخجلهم

أن لا ينظر إلى أصحابه ولا يراقب أكلهم فيستحيون بل يغض بصره عنهم ويشتغل بنفسه

ألاّ يفعل ما يستقذره غيره كنفض يده في الإناء أو يقدّم إليه رأسه عند وضع اللقمة في فيه إذا أخرج شيئا من فيه صرف وجهه عن الطعام ولا يتكلم بما تتقزّز منه النفوس أو تستقذره

إذا دخل فرأى منكراً غيّره إن قدر وإلا أنكر بلسانه وانصرف

أن ينصرف الضيف طيّب النفس وإن جرى في حقه تقصير فذلك من حسن الخلق والتواضع قال صلى الله عليه وسلم {إنَّ المؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ**[2]

إذا نزل ضيفا على أحد فلا يزيدنّ على ثلاثة أيام إلا أن يلحّ عليه مضيفه في الإقامة أكثر لقوله صلى الله عليه وسلم {الضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا زَادَ فَصَدَقَةٌ**[3] ولا ينصرف إلا بعد استئذان صاحب المنزل

أن لا يعيب المسلم الطعام الذي قدّم إليه فإذا اشتهاه أكله وإن لم تقبله نفسه تركه لغيره وإن رأى فيه عيبا لم يتكلم به ولو بعد ذلك فقد روى البخاري ومسلم عن أبى هريرة قال {مَا عَابَ رَسُولُ اللّهِ طَعَاماً قَطُّ كَانَ إِذَا اشْتَهَى شَيْئاً أَكَلَهُ وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ**[4]

ولا بأس أن يقول المسلم لأخيه هذا الطعام لا أشتهيه ولا أرغب فيه أو لا يريحني ونحو ذلك من الكلام الذي لا يحمل محمل الذّم له وذلك لما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما {عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ أُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ مَشْوِىٍّ فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ ضَبٌّ فَأَمْسَكَ يَدَهُ فَقَالَ خَالِدٌ أَحَرَامٌ هُوَ قَالَ «لاَ، وَلَكِنَّهُ لاَ يَكُونُ بِأَرْضِ قومي فَأَجِدُنِى أَعَافُهُ**

يستحب أن يدعو الضيف لأهل البيت بالخير والبركة فقد روى أبو داود عن جابر قال {صَنَعَ أبُو الْهَيْثَمِ بنُ التَّيِّهَانِ لِلنبيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَاماً فَدَعَا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَأصْحَابَهُ فَلمَّا فَرَغُوا قال: أثِيبُوا أخَاكُمُ قالُوا: يَا رَسُولَ الله وَمَا إثابَتُهُ؟ قال: إنّ الرَّجُلَ إذَا دُخِلَ بَيْتُهُ فأَكِلَ طَعَامُهُ وَشُرِبَ شَرَابُهُ فَدَعَوْا لَهُ فَذَلِكَ إثَابَتُهُ**

[1] رواه الخرائطى في مكارم الأخلاق، وأبو نعيم في رياضة المتعلمين من حديث طلحة ابن عبيد
[2] سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها
[3] متفق عليه من حديث أبى شريح الخزاعي رضي الله عنه
[4] صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه 


مائدة المسلم بين الدين والعلم ط2

منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
[/QUOTE]



الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ



نسمع في بعض الآنات ممن ينتسب لدين الإسلام ويقيم نفسه معلماً للإيمان حديثاً عن الموتعلى أن الموت فيه شدِّات وفيه عناء وفيه كرب وفيه همٌّ وبلاء ويُحدثون بذلك المسلمين فإذا سألتهم لِمَ ذلك؟ يقولون: حتى نخوفهم من الموت فيستعدون للقاء الله عز وجل وأولى بنا جماعة المؤمنين أن نفهم كل مصطلحات الدين من كلام الله ومن الصحيح الوارد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ماذا قال الله عز وجل عن المؤمن إذا جاءت وفاته وحان وقت خروجه من الدنيا؟ اسمعوا إلى الله وهو يقول {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ** (32:النحل)

كيف يتم هذا الأمر؟ وضحه وبينه حبيب الله وصفيُّ الله سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحدثنا عن لحظة خروج روح العبد المؤمن من جسده ومفارقته للحياة الدنيا فقال صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه البراء بن عازبٍ رضي الله عنه {إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ 

ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ

قَالَ: فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ 

فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ: فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم 

فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ: أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ،.قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ 

قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي**[1] 

يقول رب العزة عن المؤمنين {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الاخِرَةِ** (27:إبراهيم) 

فإذا سُئل من الملكين ثبته الله وألهمه الجواب ونطق بالصواب هذا للعبد المؤمن ولكل مؤمن بُشريات من الله لا حدَّ لها ولا عدَّ لها لو سمعناها سنتمنَّى الموت {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ** (6:الجمعة)

أشير إلي بعضها في عُجالة سريعة :

وقف النبي صلّى الله عليه وسلّم على رجلٍ من الأنصار تُقبض روحه وقال صلوات ربى وتسليماته عليه {يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ارْفُقْ بِصَاحِبِي فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ فَقَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامُ: طِبْ نَفْسًا وَقَرَّ عَيْنًا وَاعْلَمْ أَنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ**[2] 


يقبض روح المؤمن بالشفقة لأن الذي يقبض روحه هم ملائكة الرحمة النازلين من الجنة يبشرونه بفضل الله ويكشفون له عما له عند الله من الإكرام في الدار الآخرة وفي جنة الله عز وجلّ فإذا كُشف عنه الغطاء ورأى هذا العطاء تمني أن يخرج من الدنيا ليُنعَّم بما رآه من عطاء الله وفيض الله ونعيم الله جلّ في عُلاه 

ثم بعد ذلك يُكرم الله المؤمنين فيأمرنا جماعة المؤمنين أن نُغسّله وأن نكّفنه وأن نُصلى عليه لماذا نُصلّي عليه؟ الصلاة منا شفاعة له عند الله فكأننا نقول : يا رب بما لنا عندك من فضل إغفر له وارحمه وأدخله الجنة وتجاوز عنه، والله عز وجل يستحي إذا رفع العبد يديه بالدعاء أن يردّه صفراً من عطائه ولذا قال صلّى الله عليه وسلّم {مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ**[3] 

فإذا لم نجد هذا العدد قال صلّى الله عليه وسلّم {مَا صَلَّى ثَلاثَةُ صُفُوفٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلا أَوْجَبَ**[4] 

وأمرنا صلّى الله عليه وسلّم إذا رأيناه يعتاد المسجد ويُلازم على الصلاة في المسجد أن نشهد له بالإيمان وأن نشهد له بالصلاح فقال صلّى الله عليه وسلّم لنا جماعة المؤمنين أجمعين {إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ**[5] 

ويحكي قصة هذه الشهادة إذا ذهبت لغير مؤهل لنوالها يوم القيامة فيقول صلى الله عليه وسلم {إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مِنْهُ شَرًّا وَيَقُولُ النَّاسُ فِي حَقِّهِ خَيْرًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى عَبْدِي وَغَفَرْتُ عِلْمِي**[6] 

فيدخل العبد الجنة بشهادة المؤمنين وبصلاة المؤمنين وبحضور المؤمنين لجنازته لأن هذا فضلٌ من الله عز وجل لعباده المؤمنين وأتباع سيد الأنبياء والمرسلين صلّى الله عليه وسلّم ويرغّب الله عز وجل المؤمنين في هذه الأعمال فيجعل ثواباً عظيماً على ذلك يقول فيه صلّى الله عليه وسلّم {مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ انْتَظَرَ حَتَّى يُوضَعَ فِي قَبْرِهِ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ أَحَدُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ رَجَعَ كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ**[7] 

فإذا شيعناه إلي مثواه الأخير كانت له بُشرى فقد سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَوَّلِ مَا يُتْحَفُ بِهِ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ؟ قَالَ {يُغْفَرُ لِمَنْ تَبِعَ جِنَازَتَهُ**[8] 

[color="red"]فيُعطينا الله ثواب جبلٍ من الأجر والثواب على الصلاة وثواب جبل من الأجر والثواب على التشييع ثم يغفر الله لنا أجمعين إذا شيعناه إلي مثواه الأخير كل هذا حتى يفرح المؤمنون بفضل الله ويعلمون قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم {أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ مُتَابٌ عَلَيْهَا تَدْخُلُ قُبُورَهَا بِذُنُوبِهَا وَتَخْرُجُ مِنْ قُبُورِهَا لا ذُنُوبَ عَلَيْهَا تُمَحَّصُّ عَنْهَا ذُنُوبُهَا بِاسْتِغْفَارِ الْمُؤْمِنِينَ لَهَا**[9]

من فضل الله عز وجل علينا أنه سبحانه وتعالى جعل لكل مؤمنٍ يتعرض لمصيبة الموت ويستسلم لقضاء الله ويقول كما قال الله {إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ** (156:البقرة) 

ولا يفعل ولا يقول ما يُغضب الله إن كان من الرجال أو من النساء من فعل ذلك فماذا له عند الله؟ {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ** (155-157:البقرة) 

يصلّي الله عليهم صلاة يرحمهم بها ويزيدهم هُدى في حياتهم إلي أن تنتهي آجالهم عند الله جلّ في عُلاه فإذا خرجوا من الدنيا وذهبوا إلي الآخرة فازوا بقول الله في كتاب الله {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ** (10:الزمر) 

يدخلون الجنة بغير سؤال ولا ميزانٍ ولا صراطٍ ولا حساب لأنهم صبروا على أمر الله وقضاء الله ولم يفعلوا ما ينهي عنه شرع الله وما نهي عنه سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذه البُشريات الكريمة يحاول الشيطان وتحاول النفس أن تحرم منها الإنسان الذي أصيب بالمصيبة إن كان رجلاً أو امراة فتجعله يقول بلسانه قولاً يُعلن به أنه يتبرّم من قضاء الله وأنه غير راضٍ عن أمر الله أو يفعل بيده على وجهه أو يفعل بيده في ثوبه أو يفعل أى عملٍ نهى عنه الحبيب في قوله {لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ**[10] 

هذا العمل يحرمه من هذا الثواب ومع ذلك لا يستطع أن يرُدّ قضاء الله ولا أن يدفع أمراً أبرمه الله إذن الحكيم في هذه الدنيا هو الذي يُسلِّم لأمر الله ويرضي بما قضى الله حتى لا يحرم نفسه من الثواب العظيم الذي جعله الله لمن يرضى بقضاء الله سبحانه وتعالى ومن لم يرضي فعليه بما قيل في الأثر {من لم يرضى بقضائي فلينظر أرضاً غير أرضي ويطلب رزقاً غير رزقي وليختر رباً سوائي** ولا مخرج له ولا منجى له من الله إلا الله عز وجلّ

ومن الخير الذي ادَّخره الله لأمة حبيبه ومصطفاه أنه يختار لهم إذا جاء الأجل أن يموتوا في زمنٍ كريمٍ أو يموتوا على حالٍ عظيم وكريم فإذا مات المرء يوم الجمعة أو يومها يقول في شأنهم صلّى الله عليه وسلّم {مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ**[11] 

أو يجعله الله عز وجل يموت على حالة كريمة كأن يموت بمرضٍ في بطنه أو يموت غريباً بعيداً عن بلده أو يموت غريقاً أو يموت حريقاً أو يكون له أى أمرٍ من هذه الأمور التي يقول فيها صلّى الله عليه وسلّم {مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الَّذِي يُقَاتِلُ فَيُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَهِيدٌ وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ**[12] 

والمبطون أي الذي مات بمرض في بطنه وما أكثرهم في هذا الزمان إن كان مات بداءٍ في المعدة أو داءٍ في الكبد أو داءٍ في الطحال كل من مات بداءٍ في بطنه فهو شهيدٌ عند الله عز وجل فجعل الله عز وجل موتى المؤمنين في هذا الزمان مُكرمين بالأحايث التي وردت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وعلى أهل الميت كل وقت وحين أن يراجعوا أنفسهم في كل لحظة بعد الموت من تسديد الديون لله ولخلق الله 

فإذا كان على الميت دينٌ لأحد من الخلق سددوه أو ضمنوه وإذا كان عليه دينٌ لله إن كان عليه صيامٌ أخرجوا عنه الفدية فوراً أو صاموا عنه بعد ذلك إن لم يستطيعوا دفع الفدية وإن كان عليه زكاة أخرجوها فوراً كل الديون يستطيعون سدادها إلا الصلاة فلا يستطيع أحدٌ أن يؤدّي الصلاة عن أحد لأنها عبادة فردية للواحد الأحد عز وجل فإذا أدينا ما عليه استقر وكنا قد بررناه لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم لرجل مات أخوه وعليه دَين {إِنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ فَاذْهَبْ فَاقْضِ عَنْهُ**[13] 

ثم بعد ذلك ندعوا له الله ونقرأ له كتاب الله ونتصدّق عنه وخير الصدقة الصدقة الجارية التي يدوم نفعها للفقراء من عباد الله ونذكره دائماً بالخير ولا نذكر خطاياه لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم {اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ**[14]

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


[1] رواه الإمام أحمد و أبو داود وروى النسائي وابن ماجه أوله ورواه الحاكم و أبو عوانة الإسفرائيني في صحيحيهما و ابن حبان [2] الطبراني[3] صحيح مسلم[4] سنن البيهقي[5] سنن ابن ماجة[6] مسند أبي حنيفة[7] سنن النسائي[8] شعب الإيمان للبيهقي[9] الطبراني[10] البخاري ومسلم[11] مسند أحمد[12] مسند أحمد[13] البيهقي[14] سنن الترمذي

اضغط هنا لتحميل الخطبة كاملة مجاناً

[/

إشراقات الله للمؤمنين عند الموت - منتديات ساعة لقاء

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

أضرار الخمور والمواد الكحولية



بسم الله الرحمن الرحيم

حرّم الإسلام الخمر بل وجعلها أم الخبائث وقد نفى بعض الجهال تحريمها لأنها لم يقترن معها في آيات القرآن لفظ يدل على التحريم مع أن النص الذي جاء لتحريمها في كتاب الله أشد وقعا وأبلغ زجرا في ردع مرتكبي هذا الإثم وهو قول الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} المائدة90

والمتأمل في الآية يجدها تفتتح بأسلوب الحصر (إِنَّمَا) لتأكد على شدة تشابه هذه الأشياء الأربعة ولذا وصفتها كلها بوصف واحد تستقذره النفوس الفاضلة ولا تستسيغه وهو أنها (رِجْسٌ) 

ثم تذهب إلى أبعد مدى في التحريم فتصفها بأنها من عمل الشيطان حتى يسارع الإنسان المؤمن إلى تركها ثم تأمر أمر صريحا لا يقبل مواربة بترك هذه الأشياء كلها جملة واحدة وذلك في قوله سبحانه (فَاجْتَنِبُوهُ) ولم يقل فاجتنبوهم لينبه على أن حرمتهم واحدة

فكأن من أباح الخمر قد يكون قد أباح القمار وأباح عبادة الأصنام لأن حكمهم واحد وهذا ما لا يقوله عاقل ناهيك بعد ذلك بالأحاديث الصحيحة الكثيرة التي حرمت الخمر بل كل مسكر ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم {كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ}[1] 

بل إنه صلى الله عليه وسلم ذهب أبعد من ذلك فحرم الأشياء التي لا تسكر إلا بعد العبّ منها بكثرة ولا يسكر الإقلال منها درءاً للشبهات وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم {مَا أسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ} [2] 

وقد نبه صلى الله عليه وسلم إلى ما سيحدث من بعده فى شأن الخمر حيث يسميها البعض بغير اسمها هروبا من الإثم وذلك حيث يقول {لَيَشْرَبَنَّ أناسٌ من أُمَّتِي الخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بغيرِ اسْمِهَا}[3] 

هذا وقد سد النبي صلى الله عليه وسلم الذريعة أمام من يزعمون أنهم يتداوون بها فقال صلى الله عليه وسلم {إنَّ الله أنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءَ فَتَدَاوَوْا وَلاَ تَتَدَاوَوْا بِحَرَامٍ}[4] 

{وروي أَنَّ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ: سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ سَأَلَ النَّبيَّ عَنِ الْخَمْرِ فَنَهَاهُ فَقَالَ: إِنَّما أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ فَقَالَ النَّبيُّ : إِنَّهَا دَاءٌ وَلَيْسَتْ بِدَوَاءٍ}[5] 

حتى أنه صلى الله عليه وسلم لعن كل من يمس الخمر ولو لم يشربها وذلك حيث يقول أنس بن مالك رضي الله عنه فيما رواه ابن ماجه والترمذي {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَعَنَ فِي الْخَمْرَةِ عَشَرَةً : عَاصِرَهَا وَالْمَعْصُورَةَ لَهُ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَالْمُسْقَى لَهُ وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ لَهُ وَالْمُشْتَرِيَ وَالْمُشْتَرى لَهُ وَآكِلَ ثَمَنِهَا}

وذلك التشديد في تحريم الخمر يرجع إلى أنها تخمر العقل وتستره مما يجعل لها أضرارا جسيمة على الجسم والأعصاب والعقل والأخلاق وتفصيل تلك الأضرار التي اكتشفت حتى الآن يحتاج إلى مجلدات ولكن حسبنا أن نشير إلى ما ذكره الدكتور محمد وصفى في كتابه {القرآن والطب} صـ 138 حيث يقول :

{وللخمر تأثير على المراكز العصبية حيث تنبهها في أول الأمر ولكن لا يلبث الحال أن ينعكس فيحدث الخمول فى هذه الأعصاب وينتهي الأمر بتخديرها وتعطيل عملها ومن ثم يتسبب في الموت الذي يكون نتيجة مباشرة لإيقاف عمل المراكز الحيوية في الجسم}

هذا الحال هو ما نشاهده في شارب الخمر فتراه أولا قد انعدمت عنده فضيلة المروءة والحياء وينطق لسانه بألفاظ لو كان حافظا لقواه العقلية مافاه بها وتصدر عنه أفعال وحركات تضحك الثكلى وشر البلية ما يضحك 

هذه الفترة هي التي تجعل من الإنسان حيوانا مهينا مستهترا بالكرامة والدين معرضا للوقوع في حبائل الرذيلة والعناد وهى قصيرة الأمد لا تلبث فترة الخمول أن تأتى عليها فترى الشاب وقد اختلت أعمال مخه وفقد إحساسه وتجسمت فيه البلاهة بأقبح أشكالها 

وسرعان ما يدخل السكران في الفترة الثالثة وعندها يكون السم قد عمل عمله في المراكز العصبية الحيوية فى الجسم فيعطل عملها ويحدث الوفاة وقد يكون سبب الموت تعطيل الخمر لعمل مراكز التنفس والدورة الدموية جميعا 

فالخمر هي الدافع الأساسي لجميع الموبقات بل أنها تقتل العواطف السامية في الإنسان كالحنان والعطف والواجب وتعمل كذلك على إضعاف الإرادة وتعطيلها وتسلب قوة السيطرة على النفس 

هذا بالإضافة إلى الأمراض التي تسببها والتي قد ألمح إليها الدكتور/ السيد الجميلى فقال {نلخص هنا في إيجاز وتركيز أضرار الخمور والمواد الكحولية} 

1 - غياب المرء عن ذكر ربه واقترافه الإثم وارتكابه الذنب والمعصية دون إدراك

2 - قرحة المعدة أو قرحة الإثنى عشر والتهابات الجهاز الهضمي

3 - احتقان الجهاز التناسلي 

4 - التهاب الأعصاب المتطرفة المتعددة والضعف الجنسي 

5 - اليرقان وتليّف الكبد

6 - الإدمان حيث يصبح الإنسان أسير العادات السيئة مع عدم الاستجابة للتخدير العام 


{1} رواه مسلم وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما {2} رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي عن جابر رضي الله عنه {3} رواه أحمد وأبو داود وابن حّبان عن أبى مالك الأشعري رضي الله عنه {4} رواه أبو داود عن أبى الدرداء رضي الله عنه {5} رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن طارق بن سويد الجعفى 

مائدة المسلم بين الدين والعلم ط2

منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


أضرار الخمور والمواد الكحولية
 

الجمعة، 15 نوفمبر 2013

ما صفات خوارج العصر كلاب أهل النار للشيخ/ فوزى محمد أبو زيد

خطب الجمعة

الحلول النبوية لحل المشاكل البشرية



الحمد لله رب العالمين
 أكرمنا بالإيمان والتقى ودين الإسلام وجعلنا من عباده المسلمين. سبحانه سبحانه .. لا يهدي لهذا الدين إلا مَنْ أحبَّه، ولا يوفِّقُ أهل هذا الدين - إذا صدقوا النيَّة - إلا لما يُحِبُّه ويرضاه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، قلوب العباد بيده يقلِّبها كيف شاء، (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) (8آل عمران)، اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع قلوب عبادك المؤمنين في هذا البلد على كلمة سواء، ووفِّقهم للعمل على إحياء الشريعة الغراء، والاقتداء بهدي سيِّد الرسل والأنبياء، واقض على المنافقين والمشاحنين وجميع الفرقاء يا أكرم الأكرمين.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، أقام الله عزَّ وجلَّ به الملَّة السَّمْحَاء، وأحيا به الشريعة البيضاء، وألف به بين القلوب المتنافرة، وجعل العرب بفضل الانتماء لدينه وإتباع هديه يتغلبون على القياصرة والأكاسرة.
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد الذي هديتنا به بعد ضلالة، وعلمتنا به بعد جهالة، وجمعتنا به بعد فرقة، وأعززتنا به بعد ذلة. صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وكل مَنْ مشى على هديه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين يا رب العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين: هل من روشتة ربانية نبوية لما نحن فيه الآن، تجمع الشمل وتوحد الصف، وتجعلنا جميعًا نعمل بقول الله: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ (103آل عمران)؟ ما سبب الفرقة التي نحن فيها الآن؟ وكيف الخلاص منها في بيان النَّبِيِّ العدنان صلى الله عليه وسلم؟
نظر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعين قلبه النورانية التي زكَّاها في قرآنه ربُّ البرية وقال له قل لهم: (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (108يوسف)، نظر إلى ما نحن فيه الآن من أهواء وتنافسات وخلافات، وتشتت في الرأي، وعدم التزام الأدب في الحوار، وأصبحنا مع أننا أمة واحدة - ربُّنا واحد، وكتابنا واحد، وديننا واحد، ونبيُّنا واحد - أصبحنا مفترقين، والكُلُّ يظنُّ أنه على الحقِّ، بل ويتجاوز قدره، وربما يُخَطِّئُ أخاه في الله، وربما يسبُّه بما لا يرضاه الله، وربما يتكلم في حقِّه بطريقة نَهى عنها رسول الله، بل ربما يتعدى ذلك فينسبه إلى الكفر - والعياذ بالله - مع أن الحكم في كل ذلك ليس لأحد من الخلق (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّه) (40يوسف).
نَظَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليصف لنا الداء فنتجنَّبه، ونأخذ من كتاب الله الشفاء فنرجع أخوة أودَّاء أصدقاء، ونتوحَّد أمام الأعداء الذين (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (8الصف). فقال صلى الله عليه وسلم مشخِّصاً سبب الدَّاء الذي نحن فيه - داء الفرقة، داء التنافس في الفانيات، داء الصراع على المناصب الفانية، داء التحزُّب الذي نَهى عنه الله في كلماته الباقية، وقال صلى الله عليه وسلم:
{يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت} (رواه أبو داود عن ثوبان رضي الله عنه).
لِمَ الخلاف ونحن أخوة متآلفين؟!! من أجل مناصب فانية!! من أجل شهوات دنيوية في المال وغيره دانية!! وهل هذا الذي ربَّانا عليه الإسلام؟!! وهل هذا الذي كان عليه أصحاب النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام؟!! كلاَّ والله يا إخواني، إنَّهم كانوا أحرص ما يكونوا على إخوتِهم في الله!!
يتحدث أبو بكر - ومن هو أبو بكر؟ الذي يقول فيه النبيُّ: {لو وزن إيمان هذه الأمة بإيمان أبي بكر لرجحت كفة أبو بكر} (أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وإسحاق بن راهويه في مسنده، والإمام أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة. وأخرجه ابن عدي في الكامل مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ:" لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم") - يتحدث مع نفرٍ من الفقراء في مسجد رسول الله عن أبي سفيان بن حرب بعدما أسلم فقالوا له: إن سيوف الله لم تأخذ مأخذها من عدو الله، فقال أبو بكر: لا تقولوا هذا لشيخ قريش. ليس في حديثهم سبٌّ ولا شتم، وليس في حديثه وردِّه تزيُّد في الرد!!
ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحكى له ما دار - لأنه قلبٌّ حيٌّ متعلق بالحيِّ عزَّ وجلَّ، خشي أن يكون أساء إلى إخوانه فقراء المسلمين - فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر إياك أن تكون أغضبتهم فإن الله عزَّ وجلَّ يغضب لغضبهم) فذهب إليهم الصديق مستعطفًا وقال: يا أخوتاه أأغضبتكم؟ قالوا: لا يا أبا بكر وعفا الله عزَّ وجلَّ عنك.
دين بلغ فيه أن الله يقول لحبيبه ومصطفاه الذي اختاره لرسالته، وأمره بتبليغ شريعته، وأيَّده بعصمته، يقول له: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) (28الكهف). كان صلى الله عليه وسلم إذا جالسهم لم يقم من بينهم إلاَّ إذا قالوا له: قد أذنا لك يا رسول الله فاذهب حيث شئت. وإذا صافح أحدهم لم يكن يسحب يده من يده حتى يترك المصافح يده. وإذا احتاجوا إليه في أمر يرسلون إليه الطفل الصغير فيأخذه من يده، ولا يسأله النبي إلى أين!! ولا من الذي أرسلك!! لأنه صلى الله عليه وسلم كما قال فيه ربُّه: (حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (128التوبة).
ألَّف بينهم على هذا الأساس القرآني، وعلى هذا الهدي النبوي. أخرج الدنيا من قلوبهم فلم تكن الدنيا أكبر همِّهم ولا مبلغ علمهم. لم يكونوا طلاب رياسات، ولا راغبين في جمع الدنيا بأي كيفية وأي وسيلة، وإنما كانت رغباتُهم أن يبلِّغوا رسالات الله، وأن يساعدوه في نشر دين الله، ونذروا أنفسهم للدعوة الإسلامية طلباً لمرضاة الله، لا يرجون من وراء ذلك جزاءً ولا شكوراً، وإنما يرجون من وراء ذلك عند الله عزَّ وجلَّ جنة عالية ونوراً وسروراً، وفضلاً كبيرا يوم لقاءه عزَّ وجلَّ في دار جنانه ودار رضوانه. الدنيا يقول فيها النبيُّ: {حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ} (أخرجه بن أبي الدنيا مرسلاً عن الحسن البصري). لو نُزع حبُّ الدنيا من قلوبنا لغلَّقتْ المحاكم أبوابَها، لَمْ نَرَ متنافسين ولا متصارعين، ولا متحاسدين ولا متحاقدين، بل الكل سيسلِّم تسليماً كاملاً لشرع الله، وما يحكم به الله، وما يحكم به العدول في الأمة من رجال الله العلماء العاملين الذين يرجون الحقَّ، ويحكمون بالحقِّ طلباً لمرضاة رب العالمين عزَّ وجلَّ.
حبُّ الدنيا هو سرُّ كل ما نحن فيه. والمخرج؟! لا مخرج لنا إلا إذا أخلصنا العمل لله، فكانت كل أعمالنا، وكل حركاتنا وكل سكناتنا، وكل أقوالنا وكل أفعالنا، ننوي بها وجه الله. لا نقول قولاً لإرضاء فلان ونحن نعلم أنه على غير الحق، لأن هذا يخالف صريح الدين؛ الدين النصيحة. لا أرى متخاصمَين أمامي ثم أُدْعَى إلى الشهادة فأقول: لَمْ أَرَ، مع أنني رأيت وأُنكر الشهادة وأُكتمها!! (وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) (283البقرة)، حتى ولو كانت الخصومة بين أخي وأبي وغيره من المسلمين، فقد قال الله عزَّ وجلَّ في شأن المسلمين السابقين والمعاصرين واللاحقين: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (143البقرة).
جعل الله هذه الأمة شهوداً على الأنبياء السابقين وأممهم لأنها أمة العدالة، أمة إحقاق الحقِّ، أمة يقول فيها الحقُّ في سرِّ اجتبائها على سائر الأمم وخيريتها على سائر الأنام: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، لماذا يا ربّ؟! ( تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) (110آل عمران) . جعل الإيمان بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!! مع أن مقتضى كلامنا مع بعضنا يقتضي أن يسبق الإيمان، لكن كلام الله لحكمة يعلمها مُنَزَلُ القرآن عزَّ وجلَّ، أمة تقول الحقَّ، وتظهر الحقَّ، وتعمل لوجه الله، لا تريد في أي عمل إلاَّ وجه الله، إذا كان قائدًا أو جندياً فهو يعمل لله، إذا كان خادمًا أو رئيسًا فهو يعمل لله.
جاء عمرو بن العاص وخالد بن الوليد بعد صلح الحديبية مُعلنين إسلامهم، فأصدر النبيُّ صلى الله عليه وسلم قرارًا نبويًّا أن يتولى عمرو بن العاص قيادة إحدى الغزوات تسمى غزوة ذات السلاسل، وكان من جنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. أيُّ رجال هؤلاء؟!! ماتت شهوات نفوسهم ولم يعد يريدون إلا وجه الله عزَّ وجلَّ، وسمى خالد بن الوليد: (سيف الله المسلول)، وقاد خالد أكثر من مائة معركة حربية انتصر فيها جميعًا.
وفي إحدى المعارك مع الروم - وهي معركة اليرموك - وكان المسلمون حوالي أربعين ألفًا والروم حوالي أربعمائة ألف، جاء خطاب العزل من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أبو عبيدة بن الجراح أن يتولى قيادة الجند ويعزل خالد ويجرد خالد من جميع رتبه ويرجع جنديًا عاديًا، انظر إلى الرجال قال فيهم الله: (صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) (23الأحزاب).
جاء رجل لخالد وقال: يا خالد أرضيت بهذا الأمر؟ قال: نعم، قال: إن كنت رضيت بهذا الأمر فإنا لن نرضى، وإن خلفي مائة ألف سيف ينتصرون لك إن رفضت هذا الأمر، قال: بئس ما أشرت عليَّ به يا أخي، فأنا أقاتل لله، إن كنت قائدًا أقاتل لله، وإن كنت جنديًّا أقاتل لله، فلا يهمُّني هذا ولا ذاك.
هؤلاء الرجال الذين أخرجهم الله من ظلمات الدنيا وشهواتها إلى نور الإيمان وجعلهم في معية النبي العدنان، ما أحوجنا إليهم في هذا الزمان!! رجال يقول فيهم الرحمن: (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ) (54المائدة). ما وصفهم؟ الإخلاص لله، لا ينطق فمه بكلمة إلا إذا تحقق أنها لوجه الله، ولا تتحرك جوارحه بحركة - إن كان في عيادة مريض، أو لتشييع جنازة، أو لقضاء مصلحة لمؤمن، أو لقضاء مصلحة للمجتمع، أو لأي عمل - إلا إذا أخلص النيَّة فيها لله، وكان يبغي بها وجه الله عزَّ وجلَّ.
لو توحَّدت النوايا، وصفت الطوايا، واتجهنا جميعًا إلى الله، وكانت أعمالنا لله، وأقوالنا لله، وحركاتنا وسكناتنا لله، لا لدنيا ولا لمظاهر، ولا لشهرة ولا رياء، ولا لسمعة، ولا لمناصب ولا لمكاسب، في هذا الوقت لن يكون بين المسلمين خلافٌ ولا اختلاف، وإنما سيكونون جميعًا رجلاً واحدًا؛ لأن النية كلها لوجه الله.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوحِّد جمعنا، وأن يلمَّ صفوفنا، وأن يجعل نياتنا كلها لوجهه عزَّ وجلَّ قال صلى الله عليه وسلم:
{طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء} (رواه ابن أبي الدنيا عن ثوبان رضي الله عنه)، وتمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم، وهم منها في عافية، يعيشون في عافية، ويموتون في عافية، ويحشرون يوم القيامة في جنة عالية.
وقال صلى الله عليه وسلم : (التائب حبيب الرحمن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له) (الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة .
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين الذي أحيانا بنور الإيمان وجعلنا من عباده المؤمنين، ونسأله عزَّ وجلَّ أن يثبتنا على ذلك حتى يتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحقُّ الحقَّ ويبطل الباطل ولو كره المجرمون. وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين.
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد واجعلنا في هذه الحياة الدنيا على شرعه مجتمعين، وعلى العمل بسنته مؤتلفين، وانزع الخلاف والإتلاف من نفوسنا ونفوس إخواننا المسلمين أجمعين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين
إن أوجب الواجبات على كل مسلم في هذا الوقت العصيب: الحرص على وحدة الشمل، على جمع الصف، على عدم الفُرقة بين المسلمين، على عدم إثارة الخلافات والمنازعات بين الموحدين، أن نكون كما قال الله عزَّ وجلَّ في ألسنتنا أجمعين: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾ (24الحج)
لا نقول لإخواننا إلا خيراً، ولا نقول في حقِّهم إلا برًّا، لا نغتاب أحداً من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله عظيم، ولا نحقر واحداً من المؤمنين فربما يكون له شأن كبير عند أكرم الأكرمين، لأنه يقول في قرآنه: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (13الحجرات)
نظن بإخواننا المؤمنين أجمعين الخير كل الخير، لأن الله عزَّ وجلَّ لم يطلعنا على قلوبهم، والأعمال بالنيَّات، والمكافأة عند الله بالسرائر الطيبات، وما دمنا لم نطلع على الأسرار فكيف نحكم على إنسان لم نَرَ معاصيه أنه من الأشرار، أو بأنه من الفجار؟! لسانه ينطق بالتوحيد وأحكم عليه أنه من الكفار!! لا يليق هذا بأي مسلم يؤمن بالله ويتابع حبيب الله ومصطفاه.
كفُّوا عن التنفير، واجمعوا المسلمين، وليكن لنا أسوة في الرحمة العظمى للخلق أجمعين، يجب أن يكون المسلمين فيما بينهم متراحمين، فإن الله عزَّ وجلَّ يجيب كل دعاء إلا نزول الرحمة، كيف تنزل الرحمة من الله علينا؟ قال صلى الله عليه وسلم في ذلك: {ارْحَمُوا مَنْ فِي الأرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}(سنن الترمذي والبيهقي)
نحن في حاجة إلى صحوة أخلاقية، فالحمد لله كلُّنا يؤدي العبادات، لكن نحتاج إلى صحوة أخلاقية تطابق فيها أخلاقنا أخلاق كتاب الله وأخلاق حبيب الله ومصطفاه، حتى نكون محسنين إلى هذا الدين، ونحسن عَرْضَه على العالم أجمع، فإننا نعرض الإسلام على غيرنا بأخلاقنا، وليس بصلاتنا وصيامنا وعباداتنا، فصلاتنا وصيامنا وعباداتنا بيننا وبين الله، لكن الخلق ينظرون إلينا الآن، فقد تفرق جمعنا، وقد أخذنا نسبُّ في بعضنا، ونشتم كبارنا ولا نرحم صغارنا، والكل يتوعد أخيه، والكل يجهز السلاح، ويستعد للضغط على الزناد ليميت أخاه، وكأن هذا جهاد لليهود، وكأن هذا جهاد للكافرين!! أصبح الجهاد بين المسلمين والمسلمين!! بين المؤمنين والمؤمنين!! لا أتصور كيف لقلب خالط بشاشة الإيمان تطاوعه يده أن يمسك سكيناً فيضرب به أهل الإيمان؟!! أو يدوس على زناد فيقتل رجلاً يصلي لربِّ العالمين، بحجة أنه على خلاف فيما بينه وبينه؟!!
أي خلاف هذا؟!! خلاف سياسي؟!! خلاف حتى ولو كان شرعي؟!! يجب أن تحتكم إلى من فوقك من الفقهاء، وتذهبا سويًّا إلى من هو أعلى منكما من العلماء. لكن ما هكذا أمرنا الله ولا طلب منا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم في المؤمن إذا سابَّ أخاه ورد عليه: {الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ، يَتَهَاذَيَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ} (مسند الإمام أحمد عن عياض بن حمار).
وقال في المؤمنين إذا رفع أحدهما السلاح على أخيه: {إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ}
لا ينبغي حتى لمسلم أن يقول كلمة لأخيه المؤمن يؤذيه بها، أو يعيِّبُه بين الخلق بها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {مَنْ أَشَاعَ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ كَلِمَةَ بَاطِلٍ لِيُشِينَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُذِيبَهُ بِهَا مِنَ النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ بِنَفَاذِهَا} (الطبراني والجامع في الحديث لابن وهب عن أبي الدرداء رضي الله عنه)
لأنه يقول كلمة يعلم علم اليقين أن أخاه بريء منها، ولكنها تُهمة فاشية دفعته إليها النفس الإبليسية من أجل أن يسيء إلى أخيه بين الخلق، أو يشنع عليه بين الناس. بئس هذه الصفات، وبئس هذه الأخلاق، فإن المؤمنين يقول فيهم سيد الأولين والآخرين: {مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ. إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى} (البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما)
نريد أن ترجع بيننا الألفة والمودَّة، أن تمتلئ قلوبنا بالحبِّ لجميع الأحبة، أن تكون نياتنا كلها خالصة ومخلصة لله عزَّ وجلَّ، حتى يزيح الله عنا هذه الغمَّة، ويجمع شملنا، ولا يُشمت الكافرين واليهود ومن عاونهم فينا، ويجعلنا في خير حال.
اللهم ألِّفْ بين قلوب عبادك المؤمنين. اللهم خُذْ على ناصية الكافرين والفاسقين والمتآمرين على هذا البلد أجمعين يا أحكم العادلين.
اللهم وحِّد جمعنا، اللهم قوِّ حبَّنا في بعضنا، اللهم أزل الشحناء والبغضاء والتنافس في الفاني من صدورنا.
اللهم اجعل همَّنا أجمعين في رضاك، وارزقنا الإخلاص في النوايا، والصدق في الأقوال، وإتباع النبيَّ وشرعه في الأعمال، واحفظنا من الخلاف والاختلاف في كل الأحوال يا ربَّ العالمين.
اللهم أصلح شئوننا، حكامًا ومحكومين، رؤساء ومرءوسين، رجالاً ونساءً، أطفالاً وشِيبًا، واجعلنا دائمًا وأبدًا في ألفة ووئام يا أكرم الأكرمين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعوات يا ربَّ العالمين.
اللهم أهلك الكافرين بالكافرين، وأوقع الظالمين في الظالمين، وأخرج المسلمين من بينهم سالمين غانمين آمنين، وأهل أرض مصر بلد السلام والأمن والخير والبركة إلى يوم الدين، يا أكرم الأكرمين.
عباد الله: اتقوا الله، (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (90النحل).
اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

مائدة المسلم




بسم الله الرحمن الرحيم

يبدأ المسلم بغسل فمه ويديه لتنظيفها من آثار العمل والتلوث مما مسّتا من مصادر العدوى وقاية من الأمراض التي تحدث العدوى بها عن طريق الهضم كالتيفود والكوليرا ثم يبدأ ببسم الله وإذا أنساه الشيطان في البداية فليسم عندما يتذكر حتى ولو كان انتهى من الطعام فليسم في آخره فقد قال صلى الله عليه وسلم {إذا أكَلَ أحَدُكُمْ فَلْـيَذْكُرِ اسمَ اللَّهِ تَعالـى فـي أوَّلِه، فإنْ نَسِيَ أنْ يَذْكُرَ اسمَ اللَّهِ تعالـى فـي أوَّلِهِ فَلْـيَقُلْ: بِسمِ اللَّهِ أوَّلَهُ وآخِرَهُ}[1]

وقال صلى الله عليه وسلم { إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ}[2] 

وبعد أن يسمى الله يأكل بيمينه ويأكل بثلاث أصابع الإصبع الكبير والسبابة والإصبع الوسطى وقد قال الإمام الشافعي من أكل بإصبع واحدة فهو من المتجبّرين ومن أكل بإصبعين فهو من المتكبّرين ومن أكل بثلاث أصابع فهو من خيار المتّبعين لسيد الأولين والآخرين ومن زاد على ثلاث فهو من الشرهين

فيأكل بثلاث أصابع ويصغر اللقمة ويمضغها جيدا ولا مانع من استخدام اليدين معا للمعاونة في إصلاح الطعام ويأكل مما يليه إذا كان طعاماً عادياً فإذا كانت فاكهة يتخير مما يرى ومما أمامه لأن الطعام العادي كله سواء لكن الفاكهة ليست سواء فيتخير ما يروقه لقول الله {وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ} الواقعة20

على أن يراعى في أكل الفاكهة أن يأخذ وترا واحدة أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشرة وأن يكون أكله بثلاث ألاّ يضع النوى في نفس الطبق الذي يأكل فيه الفاكهة بل يضع النّوى في طبق آخر غير الذي فيه الفاكهة لأن تلك سنة رسولكم الكريم صلوات الله وسلامة عليه فإذا كان الطعام حاراً (ساخناً) فهدينا فيه هو قول سيد الأولين الآخرين {لا تأكلوا الطعام حاراً ولا تنفخوا فيه}[3]

فلو أكلناه حارا فإنه يتعب صدورنا ويتعب رئتنا وأمزجتنا ولو نفخنا فيه فإن هواء الزفير الخارج من أفواهنا وكله كما تعلون جراثيم وميكروبات ستحل بالطعام وتلوث الطعام ولذا نهانا نبي الإسلام أن ننفخ في الطعام أو نأكله وهو حار بل نتركه حتى يبرد لأن تلك من سنة الله وتلك الحكمة العلمية والصحية التي علمها لنا الله في هذه الحالة 

فإذا كنا نأكل يأمرنا نبي الإسلام بألا نأكل صامتين بل نتكلم على أن يكون الحديث في غير مأثم كغيبة أو نميمة لأنه يحلو عند الطعام بين الزوجة وزوجها إلا الحديث عن فلانة وفلانة وماذا صنعت؟ وماذا عملت؟ فقد ورد في الأثر {تحدثوا على طعامكم ولو بثمن أسلحتكم}

ولأن الحديث يجعل للإنسان الفرصة لأن يمضغ الطعام برفق وأن يبتلعه بتؤده فلا يصاب بغصة ولا يصاب بشيء يحبس الطعام لأنه يأكل بأناه لكن عليه أن يراعى أن يكون الحديث في شيء من دين الله أو في قصص عن أصحاب رسول الله أو في شيء من سيرة الصالحين من عباد الله حتى يكون الحديث فيه أجر وفيه ثواب لهم عند الله 

فإذا جلسوا وكانوا مجتمعين يعلّم الصغار ألا يبدءوا بطعام إلا إذا بدأ الكبير أي الكبير في السن أو الكبير في المقام يبدأ هو أولا ثم يأكل الجميع 

فقد جلس صلى الله عليه وسلم وجاءت امرأة مسرعة تريد أن تضع يدها في الطعام فأمسك بها ومنعها ثم جاء رجل مسرع ويريد أن يضع يده في الطعام فأمسك به ومنعه وقال: إن هذه أرسلها الشيطان ليستحل الطعام قبل أن نسمى الله فأمسكت بيدها ومنعتها فجاء بهذا ليستحل به الطعام قبل أن نسمى الله فأمسكت بيده ومنعته ثم قال بسم الله كلوا على بركة الله فعلينا أن نعلم صغارنا ذلك

وعلى الكبير أيضا مقابل ذلك ألا يتركهم فترة طويلة والطعام أمامهم وهم صغار لا يتحملون بل يسرع في الإذن لهم بالطعام ولذلك نهى ديننا الحنيف أن يترك الرجل أولاده على مائدة الإفطار في رمضان جائعين ويقول لهم لا تأكلوا حتى أصلى المغرب وهم لا يستطيعون الصبر على ذلك 

فهذا الصنيع ليس من دين الله بل إنك إما أن تأكل معهم وتؤجل صلاة المغرب وتلك سنة فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما أن تصلى المغرب أولا وتأذن لهم أن يأكلوا ولا ينتظرونك وفى كلتا الحالتين تكون قد حظيت بسنة سيد الأولين والآخرين صلوات الله وسلامه عليه 

أيضا يدخل الرجل من العمل ويجد السفرة معدّة وأولاده جالسين ومتهيئين فيتركهم حتى يخلع ملابسه ويتوضأ ويصلى الظهر ويختم الصلاة ثم يأتي إلى الأكل بأناة وهم قد جعلهم طول الانتظار ضجرين فقد قال صلى الله عليه وسلم
{إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَالْعِشَاءُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ}[4]


أي نبدأ بتناول الطعام مادامت المائدة قد مدّت حتى لا نصلى ونحن نفكر في الطعام وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر {لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ طَعَامٍ}[5] 

كما أنه لا يجوز للزوجة أن تؤجل الصلاة حتى يدخل الزوج فيدخل متعبا ومتلهفا على الطعام فتفتح له الباب ثم تسارع إلى الوضوء وإذا حدثها تقول له تريد أن لا أصلى وهنا قد يقول لها لم جعلت الصلاة عند رجوعي؟ أو لمَ لمْ تصلِّ قبل مجيئي أو تؤجليها حتى انتهى من الطعام؟ فتلك مشاكل نصنعها بأنفسنا وهى من المتنطعين في دين الله 


[1]رواه أبو داود والترمزى والحاكم عن عائشة رضى الله عنها [2] رواه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه عن جابر رضى الله عنه [3] رواه ابن عدىّ عن عائشة رضى الله عنها [4] متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر وعائشة رضى الله عنها [5] أخرجه مسلم عن عائشة رضى الله عنها 

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2

منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً