الجمعة، 12 سبتمبر 2014
الأربعاء، 16 أبريل 2014
سيف بن ذى يزن وإرهاصات النبوة
..
فإذا بأبي أيوب الأنصاري هذا من سلالة كبير العلماء ، وهذا البيت الذي يسكنه أبو أيوب ، كان بيت تبَّع الذي بناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينزل صلوات الله وسلامه عليه إلا في بيته الذي بناه له الله سبحانه وتعالى من ثلاثمائة عام على يد تبع فالكون كله كان يعرف كل شيء عن بعثته
ولذلك فإن عبد المطلب لما ذهب إلى اليمن يهنئ سيف بن ذي يزن بانتصاره على الحبشة ، ومعه جماعة من قريش ، قابلهم وأدخلهم بيت الضيافة ، وقال لهم : انتظروا هنا ، وتركهم لمدة شهر ، وفي يوم من الأيام دعا عبد المطلب وقال له : إني أجد في الكتاب المكنون ، والعلم المخزون الذي اخترناه أنفسنا وحملناه دون غيرنا ، خبراً عظيماً ، وخطراً جسيما ،ً فيه شرف الحياة ، وفضيلة الوفاة للناس كافة ، ولرهطك عامة ، ولك خاصة "
فقال عبد المطلب : مثلك أيها الملك من سر وبر ، فما هو فداك أهل الوبر زمراً {جماعات} بعد زمر؟ ، قال : إذا ولِد بتهامة غلام ، به علامة بين كتفيه شامة ، كانت له الإمامة ، ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة ، فقال عبد المطلب : أبيت اللعن ، لقد أبت بخير ما آب به وافد قوم ، ولولا هيبة الملك وإعظامه وإجلاله ، لسألته من بشارته إياي ما أزداد به سروراً
قال سيف بن ذى يزن : هذا حين يولد فيه ، أو قد ولد ، اسمه محمد ، بين كتفيه شامة ، يموت أبوه وأمه ، ويكفله جده وعمه ، قد وجدناه مراراً ، والله باعثه جهاراً ، وجاعل له منا أنصاراً ، يعزّ بهم أولياءه ، ويضرب لهم الناس عن عرض ، ويستبيح به كرائم الأرض ، يعبد الرحمن ، ويزخر الشيطان ، ويخمد النيران ، ويكسِّر الأوثان ، قوله فصل ، وحكمه عدل ، يأمر بالمعروف ويفعله ، وينهى عن المنكر ويبطله
قال عبد المطلب : أيها الملك عزَّ جارك ، وسعد جدك ، وعلا كعبك ، ونما أمرك ، وطال عمرك ، ودام ملكك ، فهل الملك ساري بإفصاح ؟ فقد أوضح بعض الإيضاح ، قال سيف بن ذي يزن : والبيت ذي الحجب ، والعلامات على النصب ، إنك يا عبد المطلب لجدُّه بلا كذب ، قال فخرَّ عبد المطلب ساجداً ، فقال سيف : ارفع رأسك ، فقد ثلج صدرك ، وعلا أمرك ، فهل أحسست شيئاً مما ذكرت لك ؟
قال عبد المطلب : نعم أيها الملك ، إنه كان لي ابن ، وكنت به معجباً ، وعليه رفيقاً ، فزوجته كريمة من كرائم قومي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهره ، فجاءت بغلام ، وسمَّيته محمدا ، ومات أبوه وأمه ، وكفلته أنا وعمه ، بين كتفيه شامة ، وفيه كل ما ذكرت من علامة
فقال سيف : إن الذي ذكرت لك حق ، فاحتفظ بابنك ، واحذر عليه اليهود ، فإنهم له أعداء ، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلاً ، واطوِ ما ذكرت لك دون هذا الرهط الذي معك ، فإني لست آمن أن يدخلهم التحاسد من أن يكون لك الرياسة فيبغون لك الغوائل ، وينصبون لك الحبائل وهم فاعلون ، أو أبناؤهم ، ولولا أنى أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه ، لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير بيثرب دار ملكه ، فإني أجد في الكتاب الناطق ، والعلم السابق : أن يثرب استحكام أمره ، وموضع قبره ، وأهل نصرته[2]
[1] رواها السمهودى في وفاء الوفا " تاريخ المدينة " وابن دحلان في " السيرة النبوية" وابن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما
[2] رواه الإمام الماوردى في أعلام النبوة ، وأبو نعيم ، والبيهقي ، من طريق عفر بن زرعة ، بن سيف بن ذي يزن عن أبيه
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4
منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
هناك ملك من ملوك اليمن اسمه تبَّع {أسعد الحميري} سمع عن يهود المدينة ، وكان يكره اليهود ، وذلك قبل ميلاد الرسول بثلاثمائة سنة ، فذهب إلى اليهود ليقضى عليهم فخرج له عالم من علماء اليهود - اسمه شامويل ـ ، وقال له : يا جلالة الملك إنك لن تستطيع أن تقضى على هذه البلدة ، قال له : لماذا ؟ قال له : إن هذه البلدة ستكون مهاجر نبي آخر الزمان ، وتكون دار إقامته ، وأنصاره قوم من اليمن
فرجع الملك عن رأيه في غزوهم ، وبني بيتاً لرسول الله - حتى إذا هاجر يسكن فيه - وأحضر مجموعة من العلماء الذين معه - وعددهم أربعمائة عالم - وأعطى لكل عالم منهم جارية ، ونفقة ، وأمرهم أن يسكنوا في هذه البلدة ، حتى إذا جاء هذا النبي ، آزروه ونصروه ، وترك لهم كتاباً يسلمونه للنبي ومكتوب فيه :
شهدت على أحمد أنه \ رسول من الله بارى النسمّ
فلو مدَّ عمرى إلى عمره \ لكنت نصيراً له وابن عمّ
وجالدت بالسيف أعداءه \ وفرّجت عن صدره كل غمّ
فآمن بالنبي ، وذهب إلى الكعبة فغسلها ، وطاف بها وهذا الإيمان برسول الله كان قبل بعثته بثلاثمائة عام ، ويمر الزمن ويهاجر رسول الله إلى المدينة ، وكل واحد من أهلها يريد أن يأخذ رسول الله إلى بيته ، فيقول لهم : دعوا الناقة فإنها مأمورة ، فتأتى الناقة عند بيت أبى أيوب الأنصاري وتبرك[1]
فرجع الملك عن رأيه في غزوهم ، وبني بيتاً لرسول الله - حتى إذا هاجر يسكن فيه - وأحضر مجموعة من العلماء الذين معه - وعددهم أربعمائة عالم - وأعطى لكل عالم منهم جارية ، ونفقة ، وأمرهم أن يسكنوا في هذه البلدة ، حتى إذا جاء هذا النبي ، آزروه ونصروه ، وترك لهم كتاباً يسلمونه للنبي ومكتوب فيه :
شهدت على أحمد أنه \ رسول من الله بارى النسمّ
فلو مدَّ عمرى إلى عمره \ لكنت نصيراً له وابن عمّ
وجالدت بالسيف أعداءه \ وفرّجت عن صدره كل غمّ
فآمن بالنبي ، وذهب إلى الكعبة فغسلها ، وطاف بها وهذا الإيمان برسول الله كان قبل بعثته بثلاثمائة عام ، ويمر الزمن ويهاجر رسول الله إلى المدينة ، وكل واحد من أهلها يريد أن يأخذ رسول الله إلى بيته ، فيقول لهم : دعوا الناقة فإنها مأمورة ، فتأتى الناقة عند بيت أبى أيوب الأنصاري وتبرك[1]
فإذا بأبي أيوب الأنصاري هذا من سلالة كبير العلماء ، وهذا البيت الذي يسكنه أبو أيوب ، كان بيت تبَّع الذي بناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينزل صلوات الله وسلامه عليه إلا في بيته الذي بناه له الله سبحانه وتعالى من ثلاثمائة عام على يد تبع فالكون كله كان يعرف كل شيء عن بعثته
ولذلك فإن عبد المطلب لما ذهب إلى اليمن يهنئ سيف بن ذي يزن بانتصاره على الحبشة ، ومعه جماعة من قريش ، قابلهم وأدخلهم بيت الضيافة ، وقال لهم : انتظروا هنا ، وتركهم لمدة شهر ، وفي يوم من الأيام دعا عبد المطلب وقال له : إني أجد في الكتاب المكنون ، والعلم المخزون الذي اخترناه أنفسنا وحملناه دون غيرنا ، خبراً عظيماً ، وخطراً جسيما ،ً فيه شرف الحياة ، وفضيلة الوفاة للناس كافة ، ولرهطك عامة ، ولك خاصة "
فقال عبد المطلب : مثلك أيها الملك من سر وبر ، فما هو فداك أهل الوبر زمراً {جماعات} بعد زمر؟ ، قال : إذا ولِد بتهامة غلام ، به علامة بين كتفيه شامة ، كانت له الإمامة ، ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة ، فقال عبد المطلب : أبيت اللعن ، لقد أبت بخير ما آب به وافد قوم ، ولولا هيبة الملك وإعظامه وإجلاله ، لسألته من بشارته إياي ما أزداد به سروراً
قال سيف بن ذى يزن : هذا حين يولد فيه ، أو قد ولد ، اسمه محمد ، بين كتفيه شامة ، يموت أبوه وأمه ، ويكفله جده وعمه ، قد وجدناه مراراً ، والله باعثه جهاراً ، وجاعل له منا أنصاراً ، يعزّ بهم أولياءه ، ويضرب لهم الناس عن عرض ، ويستبيح به كرائم الأرض ، يعبد الرحمن ، ويزخر الشيطان ، ويخمد النيران ، ويكسِّر الأوثان ، قوله فصل ، وحكمه عدل ، يأمر بالمعروف ويفعله ، وينهى عن المنكر ويبطله
قال عبد المطلب : أيها الملك عزَّ جارك ، وسعد جدك ، وعلا كعبك ، ونما أمرك ، وطال عمرك ، ودام ملكك ، فهل الملك ساري بإفصاح ؟ فقد أوضح بعض الإيضاح ، قال سيف بن ذي يزن : والبيت ذي الحجب ، والعلامات على النصب ، إنك يا عبد المطلب لجدُّه بلا كذب ، قال فخرَّ عبد المطلب ساجداً ، فقال سيف : ارفع رأسك ، فقد ثلج صدرك ، وعلا أمرك ، فهل أحسست شيئاً مما ذكرت لك ؟
قال عبد المطلب : نعم أيها الملك ، إنه كان لي ابن ، وكنت به معجباً ، وعليه رفيقاً ، فزوجته كريمة من كرائم قومي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهره ، فجاءت بغلام ، وسمَّيته محمدا ، ومات أبوه وأمه ، وكفلته أنا وعمه ، بين كتفيه شامة ، وفيه كل ما ذكرت من علامة
فقال سيف : إن الذي ذكرت لك حق ، فاحتفظ بابنك ، واحذر عليه اليهود ، فإنهم له أعداء ، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلاً ، واطوِ ما ذكرت لك دون هذا الرهط الذي معك ، فإني لست آمن أن يدخلهم التحاسد من أن يكون لك الرياسة فيبغون لك الغوائل ، وينصبون لك الحبائل وهم فاعلون ، أو أبناؤهم ، ولولا أنى أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه ، لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير بيثرب دار ملكه ، فإني أجد في الكتاب الناطق ، والعلم السابق : أن يثرب استحكام أمره ، وموضع قبره ، وأهل نصرته[2]
[1] رواها السمهودى في وفاء الوفا " تاريخ المدينة " وابن دحلان في " السيرة النبوية" وابن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما
[2] رواه الإمام الماوردى في أعلام النبوة ، وأبو نعيم ، والبيهقي ، من طريق عفر بن زرعة ، بن سيف بن ذي يزن عن أبيه
منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
: سؤال : هل يحتاج الإنسان إلى إله؟
سؤال : هل يحتاج الإنسان إلى إله؟
اتفق العقلاء والفلاسفة والباحثون على أن التدين فطرة في الإنسان ، أى أن الإنسان في باطنه قوة غريزية تدفعه إلى اللجوء إلى القوة الغيبية التى يعجز عن إدراكها في الأمور الحياتية ، التى يعجز عن تصريفها ، أو يعجز عن إيجاد وسائل لتحقيقها
وهذا ما دفع بالإنسان الأول إلى البحث عن الإله ، كقدماء المصريين والهنود وأهل الصين والفرس وغيرهم ، فكلهم بحثوا عن القوة الغيبية التى أحسوا بها ، وبوجودها بفطرتهم ، وإن أخطأ بعضهم في الوصول إليها ، بغير الإهتداء بالنبيين والمرسلين
فبعضهم تصور أن هذه القوة :
هي جرم من الأجرام السماوية كالشمس أو القمر أو نجم من النجوم
وبعضهم صورها في صورة حسية مادية ترمز للقوة التى لا يستطيع التعرض لها كالنار
وبعضهم صورها في صورة مادية على هيئة صنم أو وثن أو تمثال أو ما شابه
وهؤلاء أخطأوا في الوصول إلى كنه هذه القوة لأنهم لم يهتدوا بنور رسالات السماء ، لكنهم جميعاً يسعون إلى التعرف على القوة الغيبية ، وينسبون لها إيجاد الكون والخلق ، وتحقيق المراد لهم ، وادخار السعادة في الآخرة لهم
لكن التوحيد الحقيقي الذي وصل إليه الصادقون من أهل الديانات السماوية كان عن طريق وحي السماء الذي نزل على من اختصهم الله من الرسل والأنبياء ، ولذا يقول القرآن الكريم عن الكافرين {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} لقمان25
منقول من كتاب {سؤالات غير المسلمين} لسماحة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
الأحد، 13 أبريل 2014
الأماكن تبارك بما يلامسها
وهي المواضع الشريفة ، وقد جمع الإمام الحسن البصري أماكن الإجابة في مكة المكرمة فقال {إن الدعاء هناك مستجاب في خمسة عشر موضعاً : في الطواف ، والملتزم ، وتحت الميزاب ، وفي البيت ، وعند زمزم ، وعلى الصفا والمروة ، وفي السعي ، وخلف المقام ، وفي عرفات ، وفي المزدلفة ، وفي منى ، وعند الجمرات الثلاث}
ويضاف إلى ذلك الروضة الشريفة ، وعند النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الإمام الجزري {وإن لم يجب الدعاء عند النبي صلى الله عليه وسلم ففي أي موضع؟} وكذلك عند قبور الأنبياء والصالحين ، لما ورد في رواية الإسراء والمعراج المذكورة في الصحيحين عن أنس أن سيدنا جبريل قال له صلى الله عليه وسلم {انْزِلْ فَصَلِّ ، فَفَعَلْتُ ، فَقَالَ : أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ ؟ صَلَّيْتُ بِطَيْبَةَ وَإلَيْهَا الْمُهَاجَرُ ، ثُمَّ قَالَ : انْزِلْ فَصَلِّ ، فَصَلَّيْتُ ، فَقَالَ : أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ ؟ صَلَّيْتَ بِطُورِ سَيْنَاءَ حَيْثُ كَلَّمَ اللَّهُ عز وجل مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، ثُمَّ قَالَ : انْزِلْ فَصَلِّ ، فَنَزَلْتُ فَصَلَّيْتُ ، فَقَالَ : أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ صَلَّيْتَ بِبَـيْتِ لَحْمٍ حَيْثُ وُلِدَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ} والصلاة هنا هي الدعاء ، وفي هذا يقول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه في كتابه (السِّراج الوهَّاج في الإسراء والمعراج) {ومن هذا نأخذ أن الأماكن تبارك بما يلامسها ، وأن الدعاء يقبل في الأماكن المباركة ، وأنه من السنَّة أن الإنسان إذا زار قبر نبيٍّ أو وليٍّ يصلِّي فيه - أي يدعو الله تعالى - معتقداً أن تلك الأماكن يستجيب فيها الدعاء} ومما يزيدنا يقيناً في هذا الأمر ؛ ما حكاه الله عز وجل ، عن عبده ونبيه زكريا حيث يقول {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ{37} هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء{38} فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ{39} آل عمران | ||
الاثنين، 24 مارس 2014
: محطة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
أولُّ مرتبة من مراتب الرجال ، إذا أحيا الله في قلب المؤمن الحياة الإيمانية ، لكن لا يجعلها مثل الحياة العيسوية ؛ فلا يولِّى وجهه نحو الدار الآخرة ، ويترك الدنيا بالكليِّة ، من أجل هذا جاء لنا صلى الله عليه وسلم بالمزيَّة في هذه الحياة الإيمانيَّة المحمَّدية فقال صلى الله عليه وسلم {إِنَّ لِرَبكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقَ حَقَّهُ}[1]
يعطي لكل واحد حقَّه ، يعطي ما في قلبه لله ، ويعطي جسمه وجوارحه لخلق الله ، وهذه هي القسمة العادلة ، وغيرها{قِسْمَةٌ ضِيزَى}النجم22 فالذي يجعل قلبه وكلَّه للناس ، فقد ضيع مكانته عند ربِّ الناس ، والذي يجعل قلبه وجوارحه للدار الآخرة ، يصبح وقد ترك المهام والتكاليف التي كلَّفه بها ربُّ العالمين ، والتي منها {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} التحريم6 والتى منها {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} طه132 والتى منها {لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ} النور37 هذه كلها تكليفات كلَّفنا بها الله ، فالذي يحيا الحياة الإيمانية ، ويخرج هائماً في الجبال أو في الصحارى أو في البراري ، لا يشعر بليل أو نهار ، ولا يعرف للذهب أو للمال مقدار ؟ أهذه الحياة المطلوبة عند الواحد القهار؟ لا ، هذه منزلة دنيِّة ، ولذلك قال فيها صلى الله عليه وسلم {إنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ مَشَىَ عَلَىَ الْمَاءِ ، وَلَوْ زَادَ يَقِينَاً لَمَشَىَ فِي الهَوَاءِ}ْ[2] كأنه يوجد يقينُ أعلى من هذا ، حتى لا نقف عند المقام العيسوى ، لأن المقام العيسوى يجذب كثيراً من السالكين ، فيريد أن يعرِّف الناس الذي في بيوتهم ، والذي في صدورهم، يريد أن يحيي الموتى بإذن الله ، يريد أن يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله ، ومعتقداً أن هذا هو المقام العالي ، النبي قال : .لا ، وفى رواية أخرى للحديث {لو أن أخى عيسَى َكانَ أَحْسَنَ يَقِينَاً مِمَّا كَانَ ، لَمَشَىَ فِي الهَوَاءِ ، وَ صَلَّى عَلَىَ الْمَاءِ}[3] فلا تقف عند هذا المقام ، ماذا نفعل؟ ندرس ، فالمدارسة تعلى الهمَّة للسالكين ، وحبذا لو كانت في مدرج سيد الأولين والآخرين ، وإذا كان المحاضر يتلقى مباشرة الإرسال المباشر من محطة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ، ليست مدارسة الكتب ، لأنه كما قلت القوم لم يكتبوا في كتبهم إلا ما تتحمله العقول والإنسان الذي يريد أن يمشي في طريق المقرَّبين ؛ لابد له أن يفتح عقله الوهبى للكلام العالي النازل من فيض فضل الله ، ويضع عقله ال**بى هنا لتسيير شئون الدنيا ، وتدبير أمور الحياة ؛ للقيام بالمهام التي كلَّفه بها الله في شئون الأسرة والبيت ، لكن السير والوصول إلى الله ، يحتاج إلى العقل الموهوب الذي وهبه لك الله ، فمقام الروحانيين الذين يقول فيهم أحد الصالحين {لا تخلو الأرض من مائة ألف على قدم عيسى عليه السلام} الذين نراهم جميعاً ، والذين تعجبنا أحوالهم ، والذين نأنس بأخبارهم وأقوالهم ، والذين نظن أنهم في الدرجة العلا ، النبي قال : لا ، لازال يوجد يقين أعلا من هذا اليقين ، وهؤلاء جميعاً لن يصل واحد منهم إلى يقين سيدنا عيسى عليه السلام ، فكل الذي سيظهر في هذا المقام ، أو ظهر ، لن يصل أحد منهم إلى مقام سيدنا عيسى ، ومع ذلك يقول صلى الله عليه وسلم ويخبر ، أن هناك يقيناً فوق يقين سيدنا عيسى عليه السلام ، فإذا حيا الإنسان الحياة الإيمانية ، التي جاءت في الشريعة المحمدية {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} البقرة143 تفجرت في قلبه عيون العلوم الإلهية التي يحتاج إليها في سيره وسلوكه إلى الله ، وكل واحد منا له علم خاص به ، وعطاء الله لا نهاية له ، ولا حد له ، ولا مدى له ، لأن {لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق} والآفة التي تعطِّل أهل هذا العلم ، أو أهل هذا المقام ، منهم من يأخذ علوم باطن القرآن ، ومنهم من يأخذ علوم نور الفرقان ، ومنهم من يتصل بقلبه بالكائنات ، فيحصل حكمة وجودها ، وسبب إنشائها بسر من الله ، آفة هؤلاء - وعلومهم كثيرة وكثيرة - : إذا قال أو ادَّعى كلُّ واحد منهم أنه حصَّل النهاية ، وأن ما عنده هو نهاية العلوم ، وغاية الفهوم , وليس هناك علم مكنون غير ما عنده ، هذه هي الآفة التي تحجبه في هذا المقام ، ولذلك رسول الله فوراً ، بيَّن أن نور هذا العلم ، والسبيل الذي يبين لك صواب هذا العلم ، إذا ظهرت عليك محاسن روحانية ، وجمالات ربانية ، يراها أهل الخصوصية ، مثلما ظهر في يوسف عليه السلام هذه المحاسن تجعل من يحبونك ، ومن يأنسون بك ، إذا جلسوا بين يديك ؛ يستمعون إلى العلم المفاض على قلبك من الله ، ولا ينشغلون بشئ ، ولا يحسون بشئ ، حتى ولو كان هناك سكين ، وقطع جزءاً منه ، أو عضواً منه ، لا يشعر{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} يوسف31 وبعد هذا ، مقام أهل الحكمة {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} البقرة269 وبعد هذا مقام أهل المواجهات ، وأهل المكاشفات ، وأهل المكافحات -وإمامهم سيدنا موسى عليه السلام - ، وبعد هذا مقام أهل الخلة الكرام ، الذين باعوا كل شئ لله ، وجعلوا أجسامهم وأولادهم وأزواجهم وأحوالهم وأنفاسهم كلها لله ، ومع ذلك يبين رسولكم الكريم صلوات الله وسلامه عليه ، في رسالة صغيرة من سيدنا إبراهيم لكم ، ألا تركنوا إلى أي مقام من هذه المقامات ، فهي منازل المريدين والمحبين والطالبين وهناك بعد ذلك ، منازل المرادين ، والمحبوبين ، والمطلوبين ، والمخلصين لله العظيم ، من أجل هذا قال سيدنا إبراهيم {أَقْرِيء أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ وَاخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وَأنَّهَا قِيعَانٌ}[4] كل هذه المنازل منازل الجنَّة ، وهناك بعد ذلك صاحب الجنَّة ، وخالق الجنَّة ، وربُّ الجنَّة ، ونعيم الجنَّة ، وسر قرب أهل القرب في الجنَّة ، وهو الله {فمن كان الله مراده فمقعد الصدق وراءه} ، فهو لا يريد أي شئ من هذه المنازل كلها ، ولذلك فأحد الصالحين يبين لنا منازل الأفراد وإمامهم سيد العباد صلى الله عليه وسلم يقول فيه مقام خليل الله بدء لسيره وقدس كليم الله مبدء إكرام كل هذه المقامات والمنازل التي ذكرناها ، تحدث عنها العارفون وذكروها وفصلوها ، وفصلوا علومهم ، وفصلوا أحوالهم ، وفصلوا أنورهم ، وبينوا كل شئ عنهم ، فماذا بعد هذا؟ ، مقام الأفراد الذين قال فيهم صلى الله عليه وسلم{سِيرُوا ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ- وفي رواية أخرى : سِيرُوا ، سَبَقَ الـمُفْرَدُونَ - الذين أفردهم الله بالقصد ، ما حال هؤلاء؟ قال - يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أَثْقَالَهُمْ فَيَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِفَاقاً}[5] هؤلاء ما هو همُّهم؟ هؤلاء همُّهم كله في ذكر الله ، قلوبهم لا تغفل عن الله طرفة عين ولا أقـل ، لا يبغون بذلك منازل ، ولا درجات ، ولا مقامات ، ولا شهرة ، ولا مظهراً ، ولا مخبراً ، بل يريدون وجهه عز وجل ، لا يبغون بذلك بديلاً ، وفي ذلك تقول السيدة رابعة العدوية رضى الله عنها : كلهم يعبدون من خوف نار ويرون النجاة حظاً جزيلا أو بأن يدخلوا الجنان فيحظوا بنعيم ويشربوا سلسبيلا ليس لي في النار والجنان حظ أنا لا أبغي بحبي بديلا أين هؤلاء القوم؟ وما أسرارهم؟ وما أحوالهم؟ هؤلاء لا تباح أسرارهم إلا لمن ملكنا أرواحهم ، ووضعوا نفوسهم وراء ظهورهم ، لأنهم يقولون {مكتوبٌ على حضرة القدُّوس : لا ينال سراً واحداً منها أربابُ النفوس} هؤلاء إسمهم الأفراد ، وهؤلاء الجالسون على أرآئك القرب والوداد ، وهؤلاء الذي في أيديهم كل كنوز المنعم الجواد ، وهؤلاء هم الحاملون لأعلام الهداية والإرشاد ، ومؤيدون في كل حركاتهم وسكناتهم من ربِّ العباد {1} عن سلمان فى صحيخ ابن حبان و جامع المسانيد وصحيح ابن خزيمة ، وفى البخارى باختلاف الفاظ و قد ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله فى موضع آخر ونصه {فَإنَّ لِجَسَدِكَ عليكَ حقٍّا وَإنَّ لِعَيْنَيْكَ عليكَ حقٍّا، وإن لِزَوْجِكَ عليكَ حقٍّا، وَأَنْ لِزَوْرِكَ عليكَ حقٍّا، رواه البخارى ومسلم وغيرهم كثيرون باختلاف ألفاظ وزيادة أونقصان}{2} الحكيم عن زافر بن سليمان فى كنز العمال للمتقى الهندى البداية والنهاية لابن كثير ، وابن أبي الدنيا {3} رواه الديلمى عن معاذ بن جبل و فى كنز العمال للمتقى الهندى {4} سنن الترمذى عن ابن مسعود {5} رواه أحمد ومسلم عن أبي هريرة | ||
الأربعاء، 19 مارس 2014
{مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ - منتديات همس القلم
إذا كان القرآن الكريم بيَّن فضائل رسول الله صلوات الله وسلامه عليـه ، وبعد ، فمن من العلماء أو المحدثين أو الخطباء يستطيع أن يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكننا نقول لنذكَّر بعضنا على سبيل الذكرى
ولذلك فإن أحد الصالحين ، وكان من العشاق للذات العليَّة ، وقد وقف حياته كلها على مناجاة الله ، وعبادة الله ، والتذلل بين يدي الله ، والتضرع بين يدي الله ، لعله ينال القبول من الله ، فهو يعبد هذه الذات ، وقال فيها قصائداً فوق العقول ، وعندما حانت منيَّته ، وفي لحظة الانتقال ، عُرِضَ عليه مقعده في الجنَّة ، وأروه مكانته في الجنَّة ، ولكنه لدلاله مع الله لم يرض بهذه المنزلة ، وقال منشداً : فإن تلك منزلتي في الحب عندكم ما قد رأيت فقد ضيَّعت أيامي لماذا؟ لأنه يريد الله {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الكهف28 كالجماعة الذين يتحدث عنهم الرسول ، أنهم يوم القيامة وبعد أن يدخلوا الجنَّة ، ويأمر الله لهم بأنواع نعيم الجنَّة كلها ، ويقول لهم : هل بقى لكم شئ؟ مثل الذي عنده ضيوف ، ويقدم لهم واجب الضيافة ، ويقول لهم : بقى لكم شئ ؟ فيقول الله سبحانه وتعالى : بقى لكم شئ عندي ادخرته لكم ، فيقولون وما هو؟ ، فيكشف لهم عن بديع وجهه ، فينظرون إلى وجه الله بالنور الذي يحبوهم به ، الله فلا يجدون مع حسن الله شيئا ، فينسون النعيم ، وينسون الملذَّات ، وينسون المتع ، وينسون كل هذه الأشياء، بجوار جمال الكريم سبحانه وتعالى : {إذَا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وأهْلُ النَّارِ النَّارَ، نادَى مُنادِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، إنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدا يُرِيدُ أنْ يُنْجِزَكُموهُ فَيَقُولُونَ : ومَا هُوَ؟ ألَمْ يُثَقِّلِ اللَّهُ مَوَازِينَنا ، وَيُبَيِّضْ وُجوهَنا؟ - و فى الحديث الآخر - : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، قَالَ يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى : تُرِيدُونَ شَيْئاً أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبِيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ}[1] فهذا الرجل الصالح ، لما انتقل رآه أحد الصالحين في المنام ، فقال له : أنت قلت كلاماً كثيراً في الشوق إلى الله ، وفي مناجاة الله ، فلماذا لم تمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ، فقال : أرى كل مدح في النبي مقصرا وإن بالغ المثنى عليه وأكثرا إذا كان الله أثنى بما هو أهله عليه فما مقدار ما يمدح الورى؟ ولذلك فإن أحد الأئمة لما مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ظل يمدح فيه ، ويثنى عليه ، وفي نهاية المطاف ، قال أعذرني يا رسول الله : على قدرى أصوغ لك المديحا ومدحك صاغه ربى صريحا ومن أنا ياإمام الرسل حتى أوفى قدرك السامى شروحا ولكني أحبك ملء قلبي فاسعد بالوصال فتىً جريحا فإني أعبّر فقط عن محبتى لك ، فكل الذي يتحدث عن رسول الله ، يعبِّر عن بعض ما في فؤاده من الشوق إلى رسول الله ، ومن الوجد إلى رسول الله ، ومن الحبِّ إلى رسول الله ، ومن الغرام في سيدنا ومولانا رسول الله {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} الأحزاب40 فهو رسول الله ، وختام النبيين ، فهذا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ، من الذي أدَّبه ؟ ، ومن الذي تولاه ؟ ومن الذي قال له : لا تخف {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}الحجر95 ومن الذي قال له مر الحراس بتركك؟ وقال له {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} المائدة67 فهو الذي سيتعهد بحفظه ، وبكفالته ، فالذي أرسله وبعثه ، هو الذي تعهَّد به من البداية إلى النهاية صلوات الله وسلامه عليه ، من أجل هذا لما نرى بعض أحداث ميلاد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، نجد الدليل على فضل الله ، وعلى عظيم نعم الله التي لا تعد ولا تحصى علينا كلنا ، ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم أما فضل الله على رسول الله ، فلا نستطيع أن نعبر عنه ، لكن نسأل من عرفوه ، نحن صحيح عرفناه بعض الشئ ، لكن الذي عرفه أكثر وعن قرب ، هم الأنبياء والمرسلون، فدائماً الناس المقربون للإنسان يكونون أكثر علماً به ، وأكثر دراية به ، وأكثر إحاطة به فأكثر الناس علماً برسول الله وبمكانة رسول الله ، الأنبياء والمرسلون ، لماذا؟ لأن هؤلاء الذين كشف لهم ربنا الستار عن النبي المختار ، فرأوا ما أسبغه الله عليه من النعم الظاهرة والباطنة ، ولما رأوا هذه النعم ماذا طلبوا؟ منهم من طلب أن يكون من أمته ، أي يريد أن يكون فرداً من أفراد هذه الأمة مثله مثلنا ، لماذا؟ من أجل الفضل الذي خص به نبينا صلوات الله وسلامه عليه ، ومنهم من قدم التماساً حتى يرى هذا النبي ، وليس واحداً بل مائة وأربعة وعشرون ألف نبي ، قدموا جميعاً التماساً لحضرة الله ليكشف لهم عن نور وجه رسول الله ، ويمتعهم به ، فوجه رسول كما يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث {مَنْ رَآنِي حَرَّمَ اللهُ جَسَدَهَ عَلَىَ النَّارِ}[2] مَنْ رآنِي في المَنَامِ، فَقَدْ رَأَنى حَقَّـاً ؛ فإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بي}[3] والحديث الآخر {مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ}[4] لا بد من ذلك ، والحديث الأول قال {من رآني حرم الله جسده على النار} فالذي رآه بأي صورة؟ بالصورة النبويَّة؟ أو بالصورة الحقيَّة؟ أو الصورة النورانيَّة التي خلقه الله عليها سبحانه وتعالى؟ لكن بالنسبة للصورة الجسمانيَّة ، فأبو لهب كان يراه ، وأبو جهل كان يراه ، وقد قال فيها الله {وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}الأعراف198 لا يرون الجمال الذي فيك ، وإنما يرون جسماً مثلهم ، يأكل ، ويشرب ، ويتزوج ، ويذهب ، ويعود ، لكن النور الممتد من هذا الجسم أين هو؟ لا يرونه ، هذا النور من الذي رآه؟ الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهذا الذي جعلهم يتعلقون برسول الله ، وربنا كشف لهم هذا النور ، وهم أرواح نورانيَّة قبل خلق الخلق ، فدعاهم إلى اجتماع بعد ما خلق الكلَّ ، جمع فيه أرواح النبيين والمرسلين ، وبعدما حضروا الاجتماع ، وجدوا نوراً يبهر الأبصار ، غشاهم هذا النور ، فأدهش عيونهم حتى صاروا لا يستطيعون الرؤية ، فقالوا {نُورُ مَنْ هَذَا يَا رَبّْ؟ ، قَالَ : هَذَا نُورُ حَبِيبِي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، وَ لَوْ آمْنْتُمْ بِهِ لَجَعَلْتُكُمْ أنْبِيَاءَ ، فَقَالُوا : آمَنَّا بِهِ وَ صَدَّقْنَاه}[5] فأخذ عليهم العهد ، وكتبه في كتابه الكريم {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ} آل عمران81 لم يقل {المرسلين} لأن هناك فارقاً بين النبوَّة والرسالة ، فالنبوَّة تبدأ قبل خلق الخلق لأنها للأرواح ، لكن الرسالة لا تأتي إلا بعد أن يبعث ، ويكلَّف ، بعدما يأتي في الدنيا ، فيعطيه الرسالة ، ويقول له بلِّغها ، لكن النبوَّة من قبل خلق الخلق ، ولذلك لما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدء نبوته فقالوا: متى كنت نبياً؟ قال {وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَ الجَسَدِ}[6] وهل يوجد شخص ليس له روح ولا جسد ؟ لا ، إذاً يعنى قبل آدم ، وفي الرواية الأخرى قال صلى الله عليه وسلم {إنِّى عِنْدَ اللهِ فِى أمِّ الكِتَابِ لخَاتَمُ النَّبِيينَ ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتَه}[7] أي وآدم لم يكن طيناً ، ولم يقل {خاتم المرسلين} بل قال {خاتم النبيين} لأن الرسالة لم يأتِ بعد زمانها ، أو مكانها ، أو أوانها ، لكن النبوَّة قبل خلق الخلق ، هذه هي نبوَّة رسول الله {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} آل عمران81 فرسل الله صلوات الله وسلامه عليهم من هذا اليوم ، كل واحد منهم مكلَّف بأن يبين جمال رسول الله ، وصفات رسول الله ، وبعثة رسول الله ، وسمات وعلامات رسول الله ، ويأمر قومه أن يتبعوه، ولذلك لما جاء ربنا وتكلم عن اليهود ، قال {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ} البقرة146 أيضل أحد عن أولاده؟ ولا يعرفهم؟ فهؤلاء يعرفونه مثلما يعرفون أولادهم ، لكن الذي يمنعهم من الإيمان به؟ الحسد ، والحقد ماذا؟ لأنهم كانوا يطمعون أن تكون النبوة فيهم ، فتكون في بني إسرائيل ، فلما ذهبت النبوة إلى بني إسماعيل غضبوا ، ولم يؤمنوا برسول الله ، فالأنبياء هم الذين عرفوا رسول الله ، ومن أجل هذا عرفونا مقاماته ودرجاته ، وعرفونا ميزاته التي تفضل بها عليه ربنا سبحانه وتعالى ، صلوات الله وسلامه عليه {1} رواه مسلم عن صهيب والبخاري عن أبي سعيد الخدري والنسائي وأبو داود وأحمد على روايات عدة {2} رواه الديلمي عن أنس {3} الإمام أحمد والبخاري والترمذى عن أنس ، و مسلم والترمذى و ابن حبان عن أبي هريرة على روايات {4} رواه البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة ، ورواه الطبراني عن أبي بكر ، ورواه الدارمي عن أبي قتادة ورواه أبو نعيم عن يحي وهو حديث متواتر{5} رواه ابن سعد عن خالد بن معدان مرسلا {6} رواه الطبراني عن ابن عباس والترمذي عن أبي هريرة والإمام أحمد والبخاري في تاريخه وابن سعد والبزار وأبو نعيم والطبراني والحاكم عن ميسرة الضبى {7} رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني والبيهقي وأبو نعيم عن العرباض بن سارية |
الاثنين، 17 مارس 2014
مدونة اصلاح القلوب: لا منحة إلا بعد محنة - منتديات همس القلم
مدونة اصلاح القلوب: لا منحة إلا بعد محنة - منتديات همس القلم : لا منحة إلا بعد محنة - منتديات همس القلم في PerfectionsRemembering محمد رسول الله يجعل الرجل على الفور يأخذ الشرعي له ... ومحمد PerfectionsRemembering رسول الله يجعل الرجل يأخذ نصيبه فورا من ميراث الحبيب في الله ورسوله المختار (الصلاة وصلي الله عليه وسلم). السعي مع الذات هو في القضاء على الارتباك ثم تذكر دائما الأوصاف والكمال من Muhammad.Mohamad 'ق PerfectionsReminding رسول الله يجعل الرجل على الفور يأخذ نصيبه من ميراث الحبيب في الله ورسوله المختار (الصلاة وصلي الله عليه وسلم). والسعي مع الذات هو في القضاء على الارتباك ثم تذكر دائما الأوصاف والكمال محمد (يرجى مراجعة ذلك ..... السيد @ [100003351079349:2048: جمال عبد الحميد]. @ [670511923:2048: مصطفى ربيع عبد الباسط ]
الجمعة، 21 فبراير 2014
الثلاثاء، 18 فبراير 2014
أهل الغرف العالية في الجنة
الركن الرابع هو الزكاة لمن عليه الفريضة ومن ليس عليه زكاة عليه نفلها وهو الصدقة والصدقة يا اخواني هي باب القرب وسر كل عطاء وقد قال الله عزَّ وجلَّ(يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ)[1]
ولذلك لو جاء عبد بعبادة الثقلين وكان شحيحا في الإنفاق فقل له ليس لك نصيب في كرم المليك الخلاق {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر9 وكان الشيخ أحمد بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه يقول "تصدق ولو بنصف تمرة كل يوم تكتب في ديوان المتصدقين وصلي ولو ركعتين في جوف الليل كل ليلة تكتب في ديوان القائمين" إنها دواوين تفتح كل يوم ، ويلزم للإنسان أن تكون له صدقة دائمة لله عز وجل{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً} البقرة273 ومن لم يتمرن على الإنفاق لا يطمع في كرم الله عزَّ وجلَّ (يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ) لأن خلق الله الكرم و اسمه الكريم وليس من أخلاقه أو أسمائه البخيل وهو كريم يحب كل كريم لأن الله يحب من خلقه من كان على خُلُقِه ويقول صلى الله عليه وسلم {السَّخَاءُ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ ، أَغْصَانُهَا مُتَدَليَاتٌ فِي الدُّنْيَا ، فَمَنْ أَخَذَ بِغُصُنٍ مِنْهَا قَادَهُ ذٰلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ النَّارُ ، أَغْصَانُهَا مُتَدَليَاتٌ فِي الدُّنْيَا ، فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا قَادَهُ ذٰلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ}[2] ومن يريد أن يكون من أهل الغرف العالية في الجنة ماذا يفعل يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه و سلم {إنَّ في الجَنَّةِ غُرَفاً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنَها، وَبَاطِنُها مِنْ ظَاهِرِهَا ، أَعَدَّها اللَّهُ لِمَنْ أَطعَمَ الطَّعَامَ ، وَ أَفْشَى السَّلامَ ، وَصَلَّى باللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ} [3] وهذه يا إخواني هي أبواب الإكرام يكفي أن (والصَّدَقَةُ تُطْفِىءُ الخَطِيئَةَ كما يُطْفِىءُ الماءُ النَّارَ)[4] ومن منا بغير خطيئة ، وأسرع شيء لمحو الخطيئة هو الصدقة وربما يكون الاستغفار بغير حضور لكن ما يطفئ هذه النار وهذه الأوزار هي الصدقة ، فمن يريد أن يحبه الله عليه أن يكون من المتصدقين والمكرمين والعطاءين {1} عن أبى هريرة رضي الله عنه صحيح مسلم {2} جامع الأحاديث و المراسيل عن أَبي هُرَيْرَةَ {3} صحيح ابن حبان عن أبي مالك الأشعري {4} مجمع الزوائد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...%E5&id=5&cat=2 منقول من كتاب {كيف يحبك الله} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً |
السبت، 8 فبراير 2014
Cases of Modern Youth Chapter six Youth Dialogues The degree of beneficence (doing favor)
It is
also known that uterus cancer is much fewer amongst Muslim women as a result of
the rules of sexual relations in Islam and men circumcision, also breast cancer
is fewer amongst Muslim women because they keep to natural suckling as ordered
by Islam.
Even in
financial relations, unfortunately, usury prevailed in our countries nowadays,
however in Switzerland, Holland and Germany, they set non-usury banks as in
Islam because they think that usury causes inflation prevailed all over the
world and non-usury banks is the only way to treat inflation. The financial
crises that controls the international financial system is the direct result of
despotic financial usury politics and material banking systems that only resort
to the rules of people. There are lots of international calls now urges western
people now to study the Islamic financial system seeking a way out, everyday
they discover what made them think that Islam is the solution to all the
problems of mankind.
Psychologically,
there are lots of talks, now there are psychological health centers which use
the way of Islamic acts of worship in therapy, not long ago Al-Ahram newspaper
wrote from inside one of the physiotherapy centers, that they treat knee roughness
by doing the movements of Muslims' prayers but without uttering the words,
instead, they count from one to five in bowing and prostrating, why? Because
the movements of our prayers are cures.
One of
the famous German orientalists who converted to Islam was called Murad Hoffman,
he was an information counselor in NATO, some people asked him why he was
converted to Islam, he said: "Some time ago, European pilots were too
scared to fly planes in battlefields, we looked for the best way to encourage
them, it was performing the movements of Islamic prayers in physiotherapy
centers, this encouraged them to fly the planes." He added: "This
attracted my attention, I said to myself if the apparent movements of Islamic
prayers encourage pilots, what if they utter the words? We resorted to that
because we noticed that Muslim pilots were never afraid."
So, alternative
medicine in Europe now is the movements of
Islamic acts of worship, most physiotherapy centers depend on them now. They
treat most difficult diseases now by abstaining from food for a month from dawn
to sunset as we do in Ramadan. We see most Christians here fast with us, when
you ask one of them why he fasts; he says that he does this for health. Europe now tends to the orders of Islam because they are the
solutions of difficult problems there.
The
newest thing is that Germany made a special radio station and a special TV
channel to present the social Islamic system, these stations assured that the
cure for German society problems is by getting Islamic social habits and
customs, like mutual visits, keeping good relations with kinship, being dutiful
to parents, saying Salam (peace) on meeting others and other things, look to
see that they want to follow us in the orders of our religion and we want to
follow them in declination and dissoluteness. So, the future is for Islam God
willing.
الجمعة، 7 فبراير 2014
لغته صلى الله عليه وسلم
أما لغته صلى الله عليه وسلم فهي العربية الفصحى حتى انه سئل عن سر فصاحته{يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ أَفْصَحُنَا وَلَمْ تَخْرُجْ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا ؟ قَالَ: كَانَتْ لُغَةُ إِسْمَاعِيلَ قَدْ دُرِسَتْ ، فَجَاءَ بِها جِبْرِيلُ فَحَفَظْتُهَا – أي اللغة العربية – وفى رواية : فَأَتَانِي بِهَا جِبْرِيلُ فَحَفَّظَنِيهَا}[1]
وكان بالإضافة إلي ذلك يكلِّم العرب بلغتهم ولهجاتهم حتى قال له سيدنا أبو بكر : يا رسول الله قد عاشرت العرب , وعاشرت الروم , وعاشرت الفرس فلم أري أفصح منك فمن علمك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم {أدَّبَني رَبِّي فَأحْسَنَ تَأدِيِبي}
ولم يكن صلى الله عليه وسلم يعرف العربية فقط ، بل كان يعلم لغات الأمم المجاورة ، ولذلك فعندما جاءه وفد فارس وأحضر رجلٌ من اليهود ليترجم بينهم , لاحظ صلىالله عليه وسلم أن هذا الرجل اليهودي يلحن في قوله ، ويغير مقاصد الكلام ، فلفت نظره إلي ذلك وصحَّح خطأه للوفد ، ثم طلب من زيد بن حارثه أن يتعلم الفارسية ، وقال في ذلك {مَنَ تَعَلَّمَ لُغَةَ قَوْمٍ أَمِنَ مَكْرَهُمْ}[2]
وكذلك كان يعرف لغة الطير , ولغة الحيوانات ، ولغة الملائكة ، و لغة الجنِّ ، ولغة جميع الآدميين ، ومن أجل هذا كانت الطيور تأتي وتشتكي له ، والحيوانات تأتي لتشتكي له ، لماذا ؟ لأنه يعرف لغاتهم ، فبينما هو جالس مع أصحابه إذا بطائر جاء من السماء ، ووضع منقاره عند إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال {مَنْ فَجَّعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا، قَالَ أحَدُ الحَاضِرينَ : أنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم رُدُّوا وَلْدَهَا إلَيْهَا}[3]
وهذا يدل علي معرفته لغتها ، وأيضا بينما هو جالس {إذا بجمل يجري مسرعا متجها نحوه ، حتى وقف عند رأسه صلى الله عليه وسلم ووضع فمه علي إذنه ، والرغاء ينزل علي رقبته ، وإذا بنفر يجرون خلفه ويقولون : يا رسول الله هذا جملنا ، قال لهم : أعْرِفُ إنَّهُ جَاءَ ليَشْتكِيَ مِنكُمْ ، فَقَالوا : مَاذا يقول ؟ ، قال صلىالله عليه وسلم : يقول إنكمْ رَبيْتُمُوه وهوَ صغيرٌ إلي أن كبُرَ ، ولما كبُرَ اسْتَسْمَنْتُمُوه وجَعلتُموهُ فَحْلا ، فأخرَجَ لكم إبلاً كثيرَة ، وكنتُم تَركبونهَ إلي مَواطِن الدِّفِء في الشتَاء وإلي أماكنِ الرَّخاوةِ في الصَّيف
فلمَّا كبَر وهَزُلَ لحمُهُ .. أردْتم ذَبحهُ ، . قالوا : لقد صدق فيما قال يا رسول الله ، ثم قالوا لن نذبحه يا رسول الله ، قال : لا ، بَلْ أشتَريهُ مِنكم ، فقالوا : بل نهبه لك يا رسول الله ، قال : لا ، لابدَّ مِنْ دفِعِ الثَّمَن ، فأعطاهم مائة دينار ، فقالوا : رضينا يا رسول الله ، فأخذوا المائة دينار وتركوا الجمل ، فقال صلى الله عليه وسلم للجمل : أنْتَ حُرٌ لِوَجِهِ الله تعالي ، قالوا : فرفع الجمل رأسه وأخذ يرغي وكأنه رجل يتكلم ، والرسول يقول آمين ثلاث مرات ، وبعد ذلك وضع فمه علي خد رسول الله صلى اللهعليه وسلم كالذي يقبِّله ثم أخذ طريقه في الصحراء ، ومشي
فسألوه : ماذا قال يا رسول الله ؟ ولم سمعناك تقول ( آمين ) ثلاث مرات ؟، فقالصلى الله عليه وسلم : لقد أرادَ أنْ يكافئني ؛ فدعا لي بثلاث دعوات ، في المرَّة الأولي قال (سكَّن الله رعب أمتك يوم القيامة كما سكَّنت رعبي ) فقلت : آمين ، وفي المرَّة الثانية قال {نصرك الله وأمتك علي عدوك وعدوهم} فقلت : آمين ، وفي المرَّة الثالثة - وكان الرسول بكي عندها – قال (لا جعل الله بأسهم بينهم) فقلت : أمين ، قالوا ولما بكيت يا رسول الله ؟ قال : لأن هذه الدعوات كنت سألت ربي فيهن ، فأجابني في اثنتين ، ولم يجبني في الثالثة}[4]
فالجمل يشتكي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و الطيور تشتكى لرسول الله ، و الحيوانات كانت تشتكى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت تبشر به ، فعندما ظهرت الرسالة كان رجل من الكفار يرعي الغنم {فجاء ذئب وعدا علي واحدة من الغنم ، فجري إليه ليقتله ، فقال الذئب : أتمنعني رزقي؟ ، فتعجب الرجل وقال : أذئب يتكلم ؟ فقال الذئب أتعجب من هذا؟ بل الأعجب من ذلك أن محمد صلى اللهعليه وسلم خلف هذه الحرة (يقصد المدينة) يدعوا الناس إلي الله وأنت لا تدري ، قال : وأنا أريد أن أذهب إليه؟ لكن من يحرس لي غنمي؟ قال له الذئب : أنا}[5]
فالذئب يحرس الغنم حتى يؤمن الرجل بالله ، أي أنه يريد أن يدعوه إلي الله ، فأين نذهب نحن ؟ لتعرفوا فضل الدعوة إلي الله {فـذهب الرجل إلي رسول الله وآمن ، وحكي له ما حدث - وكان شاكا في كلام الذئب وغير واثق به - فقال له الرسول : لا تخف ، فلن يفعل الذئب بهم سوءا ، فـذهب بالفعل ، ووجد الذئب حارساً للغنم ، فـذبح الرجل له نعجة ، وقال له : هذه هدية لك لأنك حرست الغنم حتى رجعت}
فحتي الحيوانات تعرف رسالة رسول الله ، وكانت تشتكي إليه وكانت تتوسل به ، وكانت تدعو إليه صلوات الله وسلامه عليه
وكان بالإضافة إلي ذلك يكلِّم العرب بلغتهم ولهجاتهم حتى قال له سيدنا أبو بكر : يا رسول الله قد عاشرت العرب , وعاشرت الروم , وعاشرت الفرس فلم أري أفصح منك فمن علمك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم {أدَّبَني رَبِّي فَأحْسَنَ تَأدِيِبي}
ولم يكن صلى الله عليه وسلم يعرف العربية فقط ، بل كان يعلم لغات الأمم المجاورة ، ولذلك فعندما جاءه وفد فارس وأحضر رجلٌ من اليهود ليترجم بينهم , لاحظ صلىالله عليه وسلم أن هذا الرجل اليهودي يلحن في قوله ، ويغير مقاصد الكلام ، فلفت نظره إلي ذلك وصحَّح خطأه للوفد ، ثم طلب من زيد بن حارثه أن يتعلم الفارسية ، وقال في ذلك {مَنَ تَعَلَّمَ لُغَةَ قَوْمٍ أَمِنَ مَكْرَهُمْ}[2]
وكذلك كان يعرف لغة الطير , ولغة الحيوانات ، ولغة الملائكة ، و لغة الجنِّ ، ولغة جميع الآدميين ، ومن أجل هذا كانت الطيور تأتي وتشتكي له ، والحيوانات تأتي لتشتكي له ، لماذا ؟ لأنه يعرف لغاتهم ، فبينما هو جالس مع أصحابه إذا بطائر جاء من السماء ، ووضع منقاره عند إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال {مَنْ فَجَّعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا، قَالَ أحَدُ الحَاضِرينَ : أنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم رُدُّوا وَلْدَهَا إلَيْهَا}[3]
وهذا يدل علي معرفته لغتها ، وأيضا بينما هو جالس {إذا بجمل يجري مسرعا متجها نحوه ، حتى وقف عند رأسه صلى الله عليه وسلم ووضع فمه علي إذنه ، والرغاء ينزل علي رقبته ، وإذا بنفر يجرون خلفه ويقولون : يا رسول الله هذا جملنا ، قال لهم : أعْرِفُ إنَّهُ جَاءَ ليَشْتكِيَ مِنكُمْ ، فَقَالوا : مَاذا يقول ؟ ، قال صلىالله عليه وسلم : يقول إنكمْ رَبيْتُمُوه وهوَ صغيرٌ إلي أن كبُرَ ، ولما كبُرَ اسْتَسْمَنْتُمُوه وجَعلتُموهُ فَحْلا ، فأخرَجَ لكم إبلاً كثيرَة ، وكنتُم تَركبونهَ إلي مَواطِن الدِّفِء في الشتَاء وإلي أماكنِ الرَّخاوةِ في الصَّيف
فلمَّا كبَر وهَزُلَ لحمُهُ .. أردْتم ذَبحهُ ، . قالوا : لقد صدق فيما قال يا رسول الله ، ثم قالوا لن نذبحه يا رسول الله ، قال : لا ، بَلْ أشتَريهُ مِنكم ، فقالوا : بل نهبه لك يا رسول الله ، قال : لا ، لابدَّ مِنْ دفِعِ الثَّمَن ، فأعطاهم مائة دينار ، فقالوا : رضينا يا رسول الله ، فأخذوا المائة دينار وتركوا الجمل ، فقال صلى الله عليه وسلم للجمل : أنْتَ حُرٌ لِوَجِهِ الله تعالي ، قالوا : فرفع الجمل رأسه وأخذ يرغي وكأنه رجل يتكلم ، والرسول يقول آمين ثلاث مرات ، وبعد ذلك وضع فمه علي خد رسول الله صلى اللهعليه وسلم كالذي يقبِّله ثم أخذ طريقه في الصحراء ، ومشي
فسألوه : ماذا قال يا رسول الله ؟ ولم سمعناك تقول ( آمين ) ثلاث مرات ؟، فقالصلى الله عليه وسلم : لقد أرادَ أنْ يكافئني ؛ فدعا لي بثلاث دعوات ، في المرَّة الأولي قال (سكَّن الله رعب أمتك يوم القيامة كما سكَّنت رعبي ) فقلت : آمين ، وفي المرَّة الثانية قال {نصرك الله وأمتك علي عدوك وعدوهم} فقلت : آمين ، وفي المرَّة الثالثة - وكان الرسول بكي عندها – قال (لا جعل الله بأسهم بينهم) فقلت : أمين ، قالوا ولما بكيت يا رسول الله ؟ قال : لأن هذه الدعوات كنت سألت ربي فيهن ، فأجابني في اثنتين ، ولم يجبني في الثالثة}[4]
فالجمل يشتكي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و الطيور تشتكى لرسول الله ، و الحيوانات كانت تشتكى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت تبشر به ، فعندما ظهرت الرسالة كان رجل من الكفار يرعي الغنم {فجاء ذئب وعدا علي واحدة من الغنم ، فجري إليه ليقتله ، فقال الذئب : أتمنعني رزقي؟ ، فتعجب الرجل وقال : أذئب يتكلم ؟ فقال الذئب أتعجب من هذا؟ بل الأعجب من ذلك أن محمد صلى اللهعليه وسلم خلف هذه الحرة (يقصد المدينة) يدعوا الناس إلي الله وأنت لا تدري ، قال : وأنا أريد أن أذهب إليه؟ لكن من يحرس لي غنمي؟ قال له الذئب : أنا}[5]
فالذئب يحرس الغنم حتى يؤمن الرجل بالله ، أي أنه يريد أن يدعوه إلي الله ، فأين نذهب نحن ؟ لتعرفوا فضل الدعوة إلي الله {فـذهب الرجل إلي رسول الله وآمن ، وحكي له ما حدث - وكان شاكا في كلام الذئب وغير واثق به - فقال له الرسول : لا تخف ، فلن يفعل الذئب بهم سوءا ، فـذهب بالفعل ، ووجد الذئب حارساً للغنم ، فـذبح الرجل له نعجة ، وقال له : هذه هدية لك لأنك حرست الغنم حتى رجعت}
فحتي الحيوانات تعرف رسالة رسول الله ، وكانت تشتكي إليه وكانت تتوسل به ، وكانت تدعو إليه صلوات الله وسلامه عليه
[1] أخرجه أبن منده ، وأبو نعيم ، وابن عساكر عن بريده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
[2] رواه أبو نعيم في الحلية والحاكم عن انس بلفظ (من تكلم بالفارسية زادت في حبه ونقصت من مرؤته
[3] عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه في مسند الإمام أحمد و سنن أبى داوود و مسند الطيالسى و غيرها
[4] رواه ابن ماجه عن أبي أمامه رضي الله عنه ، والمنهاج مختصر شعب الإيمان للحليمى
[5] رواه أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4
منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
الخميس، 6 فبراير 2014
سوالات لغير المسلمين
1-In the past trade was the first ambassador who spread Islam around the world, but the internet is considered the new modern ambassador nowadays.
2-The task of this nation is similar to the task of prophets and messengers which is inviting people to Allah. 36 MORE WORDS
الاثنين، 6 يناير 2014
الأحد، 5 يناير 2014
ظهر نجمه في السماء
بسم الله الرحمن الرحيم
لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، آمن كبار علماء اليهود به على الفور ، وأولهم في ذلك عبد الله بن سلام ، وكان رئيسهم في العلم ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال له : يا رسول الله ، إن اليهود يعلمون صفاتك لأنها مذكورة عنهم في التوراة ، ولكنهم قوم بهت {يعني يجادلون بالباطل مع علمهم أنه باطل ، وينكرون الحق مع يقينهم أنه حق} ، فإذا أظهرت إسلامي فسيكذبونني ، لكن اجعلني أختبئ في مكان خلفك ، ثم أدعهم ، وسلهم عني ، وأنا أسمع ، لأتمكن من الرد على كذبهم {فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم فحضروا ، فقال لهم : مَا رَأيُكُمْ في عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلام؟ .قالوا : عالمنا وابن عالمنا ، وحبرنا وابن حبرنا ، وعندئذ خرج عليهم عبد الله بن سلام , وقال : يا معشر يهود تعلمون أن محمدا هو النبي الخاتم الذي بشَّر به موسى عليه السلام في التوراة ، وذكره بصفاته ونعوته والتي منها [يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشر ونذيرا ، وحرزا للأميَّن ، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخَّاب في الأسواق ، ولا قوال للخنا ، وأمدح الحمادون له عز وجل على كل حال] وإني أشهدكم أني أمنت بالله ورسوله}[1] فما كان منهم لخبثهم وفساد طبعهم ؛ إلا أنهم كذبوه ، وسبُّوه بأقذع أنواع السباب ، غير أنه أقام عليهم الحجة ، وأبطل أقاويلهم ودعاويهم وهذا عالم آخر من علمائهم ، هو زيد بن سعنة ، قرأ صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكورة في التوراة ، وتحقَّق منها كلها ، ولم يبق إلا صفة واحدة منها فلما أراد أن يتحقق منها ، أقرض رسول الله صلى الله عليه وسلم تمراً لأجل محدد ، وحضر قبل الأوان المتفق عليه للسداد وذهب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه وجذبه "شدَّه" من رداءه حتى أثرَّ الثوب في عنقه الشريف صلى الله عليه وسلم وخاطبه بغلظة , قائلاً : إنكم يا بني عبد المطلب قوم مطل {يعني مماطلين} - والمماطل هو الذي تهرَّب من تسديد ما عليه - وكان يقصد بذلك إثارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب سيدنا عمر رضي الله عنه وقال له : كذبت ، أتقول هذا لرسول الله؟ ، وهم أن يضرب عنقه بالسيف ,فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم{كِلانا كَانَ أحْوُجُ إلَيَ غَيْرِ هَذَا مِنكَ يَا ُعمَر ، تَأمُرُُهُ بِحًسْنِ المُطَالَبَةِ ، وَ تَأمُرُنِي بِحُسْنِ الأدَاءِ} إنها العدالة التي ورثها صلى الله عليه وسلم من خلال النبوَّة ، حتي وهو طفلٌ ، فقد كان يعدل مع أخيه في الرضاعة ، حين إلتقم ثدياً واحداً ، ورفض أن يلتقم الآخر ، لمعرفته أن له شريكاً في الرضاعة ، فقد ألهمه الله العدل ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : {يَا عُمَرُ ، خُذْهُ إليَ البَيْتِ ، فَأعْطِهِ حَقَهُ ، وَزِدْهُ عِشْرِينَ وَسَقَاً مِنَ التَّمْرِ ، جَزَاءَ مَا رَوَّعْتَهُ ، فلمَّا ذهب عمر مع الرجل ، ودخلا المنزل , قال : يا عمر تدري لم فعلت ذلك ؟ قال : لا ، قال إني تحققت من صفات رسول الله في التوراة ، ولم يبق إلا صفة واحدة وهي : يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلما ، وقد تحققت منها اليوم ، وأشهدك بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله}[2] وهذا رجل آخر من اليهود ، وكان من أثرياءهم ، لما خرج المسلمون للقاء المشركين في أحد ، قال : يا معشر يهود لم تجلسون هكذا ، وتتركون محمدايحارب قريشاً ، وأنتم تعلمون أن محمدا هو النبي المذكور عندكم في التوراة ، والذي بيَّن لكم موسي عليه السلام صفاته وعلاماته ، وأمركم أن تؤمنوا به ، وتؤازروه ، وتناصروه ، فلم تتقاعسون عن نصرته ؟ فلم يجيبوه إلا بما تعودوا عليه من الإفك والكذب ، فقال لهم : يا معشر يهود إني ذاهب لنصرته ، والقتال معه ، فإذا قتلت ، فأشهدكم أن كل ثروتي تؤول إليه يتصرف فيها كيف يشاء ، وأخذ سلاحه ، ودخل المعركة ، وظل يحارب في صفوف المسلمين حتي استشهد وأموال هذا الرجل هي التي كان ينفق منها رسول الله صلى الله عليه وسلمفي خاصة نفسه ، حتي لحق بالرفيق الأعلى ، لأن من سنن الله في إرسال رسله ، أن يفرَّغهم لتبليغ الرسالة ، ويتولي عنهم تدبير معيشتهم ، حتى لا ينشغلوا إلا به ، فقيض الله هذه الأموال ليعزَّه ، فلا يحتاج إلي أحد من خلقه ، وليكون شغله كله بالله ، فلا يلتفت نفسا ولا أقل عنه إلي غيره [3] أما يهود الشام فقد اختاروا واحدا من كبار علمائهم ، و أرسلوه إلي مكة عندما علموا اقتراب أوان ظهوره صلى الله عليه وسلم ، لأنهم كانوا يعلمون أنه سيولد بمكة {فسكن هذا الرجل في شعب خارج مكة ، وكان أهل مكة بعد أن شاع سبب مجيئه يعرضون عليه أطفالهم بعد ولادتهم ، فكلما ينظر إلي مولود ويتبينه يقول : ليس هو ، إلي أن ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب إليه جده عبد المطلب بمفرده ، فأول ما رآه قال له : أنت جده فقال : جد من؟ فقال : نبي آخر الزمان فقد ظهر نجمه في السماء الليلة (وهناك نجم معين كبير الحجم جداً ولونه أحمر يظهر عند ولادة النبي) فقال له : أنا أبوه ، قال : لا , مكتوب في التوراة أن أباه يكون قد مات - ونص العبارة (وما ينبغي لأبيه أن يكون حياً) ثم طلب منه أن يذهب معه لرؤيته : فأخذه إلى بيت السيدة آمنة ، فلما شاهد الغلام أخذ يفحصه حتى وجد خاتم النبوة أعلى كتفه الأيسر , وكان في حجم بيضة الحمامة , ويشع نوراً , ومكتوب فيه من الداخل (لا اله إلا الله محمد رسول الله) بشعيرات بارزة ، وتنطق من الخارج (توجَّه حيْثَ شئتَ فإنك مَنْصُور) فلما تحقق منه ، آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم , والتفت إلى عبد المطلب وقال : إني أخشي عليه من اليهود , فأنهم إذا رأوه لابد أن يقتلوه ، فقال عبد المطلب : ولماذا ؟ ، قال : لأنهم لا يريدون أن تنتقل النبوة من ولد إسحاق إلى ولد إسماعيل}[4] وهكذا فأخبار اليهود في هذا الباب لا تعدُّ ولا تحصي ، أما النصارى فالأخبار عنهم في هذا الباب أكثر وأكثر ، منها ما ورد عن قيصر الروم في الرواية المشهورة التي تحقَّق فيها من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في الحوار الذي دار بينه وبين أبي سفيان قبل إسلامه ، وقد جاء في الأخبار أنه كان يمتلك خزانه من عهد آدم عليه السلام ، فيها صور الأنبياء جميعاً , ومن جملتها صورة طبق الأصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم [1] رواه البخاري والبيهقي عن أنس وأبي إسحاق وابن عساكر عن طريق محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام [2] أخرجه الطبراني وابن حبان والحاكم والبيهقي وأبو نعيم عن عبد الله بن سلام. [3] عن سبل الهدي والرشاد بتصرف [4] رواه الحاكم عن عائشة رضي الله عنها http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4 منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً | ||
للتواصل مع فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد وللفتاوى والأسئلة:
1- للتحدث مباشرة مع الشيخ: إتصل بتليفون 0020405340519 بعد صلاة العشاء ولمدة ساعتين يوميا عدا الخميس والجمعة.
2- على صفحة: إتصل بنا ، من داخل الموقع الرسمى للشيخ:www.fawzyabuzeid.com
3- عبر البريد الإليكترونى أرسل إلى أى من:
fawzy@fawzyabuzeid.com , fawzyabuzeid@yahoo.com ,fawzyabuzeid@hotmail.com ,fawzyabuzeid48@gmail.com
4- للرسائل النصية أو sms عند الضرورة فقط أرسل إلى :
00201115561728 - 01225642362002
5- إذا كان السؤال لبرنامج الفتاوى الفورية فاذكر ذلك، وللرد الخاص فاكتب بريدك الإليكترونى.
الجمعة، 3 يناير 2014
مظاهرة الكواكب والنجوم لميلاد المعصوم صل الله عليه وسلم
مظاهرة الكواكب والنجوم لميلاد المعصوم صل الله
عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
هاجر اثنان من اليهود لمكة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم منتظرين رسول الله واليهود الذين كانوا في مكة هاجروا إلى المدينة منتظرين رسول الله ، فأما اليهودي الأول الذي كان في مكة ففي شهر ربيع الأول قال لهم :
{يا أهل مكة سيولد في هذا الشهر نبىُّ هذه الأمة ، فكلُّ من يولد له مولودٌ يأتينى ويخبرني به ، فكلما ولد عند أحدهم مولود ، ذهب إليه فيقول له : ليس هذا ، ومن فضل الله على البشرية في العام الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه جعل النساء في جميع بقاع الأرض يحملنَّ ذكوراً ..، إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم}[1]
أما عن الليلة التي ولد فيها الرسول فسيدنا موسى قد أعطاهم أوصافها ، فقال لهم في هذه الليلة ستقوم النجوم بعمل مظاهرة كبيره وتنزل إلى الأرض في مظاهرة طالعة نازله ، وتستمر حتى أن الناس سيظنون أن القيامة اقتربت ، ولذلك فإن الكاهن اليهودي عندما نظر النجوم قال لهم :
{يا معشر قريش ظهر الليلة نجم أحمد ، من ولد له مولود الليلة فليخبرني ، فـذهب كل رجل يسأل أهله ، فقالوا لا يوجد غير زوجة عبد الله هي التي ولدت هذه الليلة فـذهب إليها ، وعندما رآه – وكان ما زال في مكان ولادته – أغمى عليه في الحال وقال : يا للهوان لليهود ، قالوا له : لماذا ؟ قال : ذهبت النبوة من اليهود إلى بني إسماعيل عليه السلام}[2]
أما الرجل الثاني فقد ذهب إليه عبد المطلب ليخبره ، فخرج إليه ، وعندما رآه بالباب قال له {هذه الليلة ولد نبي هذه الأمة ، كن أباه} [3]
وهكذا فكلهم كانوا يعرفون ميعاده ووقته وعلاماته صلوات الله وسلامه عليه ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ولد كانت الآيات في ولادته واضحات جليات ليس فيها شك ، ففي الليلة التي ولد فيها كان أول الآيات التي ظهرت أنهم :
{رأوا الكعبة ترتعش ، وترتجف ، وظلت ترتجف لمدة ثلاثة أيام ، وسمعوها وهي تقول : الحمد لله آن أوان خلاصي من الأصنام ، آن أوان اصطفائي بعبادة الواحد الأحد سبحانه وتعالى}[4]
في هذه الليلة أيضاً {لم يوجد ملك من ملوك الأرض ، جالساً على كرسيه، إلا وزلزلت الأرض تحته ، وانكفأ من على كرسيه ، وكلما يحاول الجلوس على الكرسي ينكفئ به الكرسي مرة أخرى ، وهكذا}[5]
وكان هذا إيذاناً بأن الملوك انتهى زمانهم ، لأنه قد جاء زمان نور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فملك الفرسسقط من إيوانه أربع عشرة شرفة مرة واحدة ، وكانت عنده نار منذ ألف سنة لم تنطفئ قط ، فانطفأت في تلك اللحظة ، وكلما أوقدوها تنطفئ
وفي ذات الوقت كان عنده بحيرة ضخمة جداً مقدسة ، والطفل الذي يولد يذهبون به إليها ليغمسوه فيها ليصبح مباركاً ، وفي هذا اليوم مياه هذه البحيرة جفت فأصبح الصباح على الملك وهو مهموم ، فظلَّ يسأل عن هذا السر العلماء والكهان ، وهم لا يجدون جواباً ، إلى أن ذهبوا إلى سطيح الكاهن فقال لهم {إن نبى آخر الزمان ، الذي سيكون على يديه نهاية ملككم ظهر ، قالوا كم بقى له؟ قال : سيجلس منكم ملوك وملكات بعدد الشرفات}[6]
أي أربعة عشر ملكاً ، فقالوا : إلى أن يملك هذا العدد تمر قرون ، وتفنى أمم ، وتبيد دول ، ولكن من قدرة الله أن توَّلى عشرة ملوك منهم في أربع سنوات ، والأربعة الآخرون ظلوا حتى عصر سيدنا عثمان ، حيث قضى فيه على دولة الفرس نهائياً ، وانتشر فيها نور النبي العدنان صلوات الله وسلامه عليه
وفي هذه الليلة أيضاً ليلة ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم {لم يوجد صنم في العالم أجمع ، إلا انكفأ على وجهه ، حتى الأصنام التي حول الكعبة ، وكان عددها ثلاثمائة وستين صنماً ، وكانوا مشدودين بأوتاد من الرصاص في الأرض ، ومع ذلك فإنهم خروا على وجوههم ، وكلما أقاموهم خروا ثانية}[7]
وفي هذه الليلة أيضاً ركب الجبَّار سبحانه وتعالى مدفعية صاروخية مضادة للشياطين ، فكل شيطان يصعد إلى السماء ليستمع ، يخرج له صاروخ يجرى خلفه ، ولا يتركه إلا ويقضى عليه بأمر الله
{حتى أن الشياطين من دهشتهم، أتوا إبليس وسألوه ماذا حدث ؟ فقال لهم ولد الليلة مولود تكون نهايتنا على يديه ، فقالوا له : اذهب إليه وخلصنا منه ، فذهب إبليس إلى رسول الله - وقد ولد - وأراد أن يضربه ، فضربه جبريل برجله ضربة خرج منها من مكة حتى وقع في عدن في جنوب اليمن ، ونجَّاه الله من هذا الشيطان}[8]
وقبل ولادته صلى الله عليه وسلم أصاب مكة والجزيرة العربية كلها قحط شديد لجفاف الماء ، فذوى الزرع ، ونضب الضرع ، ولما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء الحيا ، فهطلت السحب بالماء ، وسحَّت السماء بالخيرات .، فأنبتت النباتات ، وشبعت الحيوانات ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم}[9]
هذه الإرهاصات - أي المعجزات - كثيرة وكثيرة جداً والمعجزات التي بعد ميلاده أكثر وأكثر وأكثر ، لأنه نور اللهوحبيب الله وصفى الله صلوات الله وسلامه عليه ولما آن الأوان لوضعه صلوات الله وسلامه عليه :
{نطقت الحيوانات التي في مكة كلها بلسان عربي فصيح ، وذهبت تبشِّر بعضها بعضاً بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول كل : أبشر ، جاء رسول الأمان ، جاء رسول السلام ، جاء رسول الختام ، الذي يخرج الله سبحانه وتعالى به الناس من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان}[10]
وهذا الكلام شاهدوه ، وعرفوه ، ولذلك عندما قال رسول الله لأبى جهل {ألا تَعْرِفُ أنَّى نَبِىٌّ؟ ، قَالَ : أعْرفُ وَنَحْنُ نَعِرِفُ عَلامَاتِك ، لكِنْ نَحْنُ نكذِّبُ بالذي جِئْتَ بِهِ} وهذا ما أخبر عنه الله في قوله {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} الأنعام33
فالذي منعهم من الإيمان به الحقد والحسد ، وهذا ما حكاه الله عنهم في قوله {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ{31} أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} الزخرف
فلما آن أوان وضعه {رأت السيدة آمنة من يقول لها في المنام ، قولي إذا وضعتيه : أعيذه بالواحد من شر كل ذي حاسد وسمِّيه محمدا ، وأعطاها صفيحة من الفضة مكتوب عليها هذه الكلمات : أعيذه بالواحد من شر كل ذي حاسد ، وقال علقيها في رقبتك حتى تضعيه فعلقيها له}[11]
فلما جاء الأوان ، كان من إرادة الله أن يأتيها الميلاد في غفلة {وهي وحيدة بالمنزل ، وليس معها أحد ، ولكنها فوجئت بأربع نسوة ، واحدة احتضنتها وقالت لها أسندي ظهرك إلىّ ، وواحدة أحضرت لها شربة ماء ، وقالت لها اشربي هذه الشربة ، قالت : فشربت هذه الشربة ، فوجدتها أحلى من الشهد وألين من الزبد وأبرد من الثلج ، فلما شربت منها قالت لها تزودي - أي اشربي مرة أخرى - ، والثالثة وضعت يديها على بطنها ، وقالت : باسم الله أخرج سالما بإذن الله
فقالت لهن من أنتن ؟ ، واحدة قالت : أنا مريم ابنة عمران ، والثانية قالت : أنا آسية بنت مُزاحم ، ومن معنا هؤلاء من الحور العين ، جئن ليشهدن ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظة ، ونظرت في سقف الحجرة فوجدت نجوم نازلة من السماء ، ووجدت طيور خضراء واقفة مستعدة ترفرف بأجنحتها ، حتى لا تنزل قطرة من دمها على الأرض فتعلقها إذا نزلت مع سَلا ( خلاص ) رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونظرت أيضاً فوجدت طستا وبجواره إبريق من فضة مليء بالماء ، وبجواره رجال يلبسون ملابس بيضاء ، ويغطون وجوههم حتى لا تستحي منهم عندما تراهم ، لأنهم في انتظار مهمتهم التي بعد ذلك : وهى أنهم يغسلونه ، ويشقون بطنه ، ثم يطوفون به في ملك. الله وملكوته الأعلى ، فبعد مولده فوراً ، شقوا بطنه وغسلوها
وأخذه سيدنا جبريل تحت جناحه ، وطار به في السموات والأراضين ، وسمعته هو وملك آخر - وهو إسرافيل - يقول : طوفوا به في مشارق الأرض ومغاربها ، وأدخلوه البحار ليعرفوه بنعته ، واسمه ، وصفته ، وأدخلوه الغابات لتعرفه الوحوش ، وأدخلوه الجنات ، وأدخلوه عالم الملكوت ، فطاف به في عالم الملكوت كله في ساعة من الزمن}[12]
كل هذه الأمور حدثت في لحظة ميلاده صلى الله عليه وسلم ، ولذا فالأئمة الكرام استحسنوا أننا عندما يذكر ميلادرسول الله ، نقوم {وقوفا}تعظيماً لميلاد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، لأن هذا مسك الختام ، ونبي الختام
{فالسيدة آمنة ، وهي وحيدة في حجرتها ، منفردة كعادتها ، أتاها الطلق ، ثم رأت نوراً ، رأت على هذا النور مشارق الأرض ومغاربها ، وقالت : رأيت ثلاثة أعلام مضروبات ، علماً على رأس الكعبة ، وعلماً في المشرق ، وعلماٌ في المغرب ، ثم أخذني المخاض فولدت محمدا}[13]
[1] رواه أبو نعيم والسيوطي في الخصائص عن عمرو بن قتيبة [2] رواه ابن سعد والحاكم وأبو نعيم بسند حسن عن عائشة [3] أخرجه أبو نعيم وابن عساكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده [4] أخرجه أبو نعيم والسيوطي في الخصائص عن عمرو بن قتيبة [5] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [6] رواه الإمام البيهقي وأبو نعيم والخرائطى في الهواتف وابن عساكر عن طريق مخزوم بن هاني المخزومي عن أبيه [7] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [8] أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره عن عكرمة [9] أخرجه أبو نعيم عن عمرو بن قتيبة [10] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [11] خرجه الحاكم وصححه والبيهقي عن خالد بن معدان [12] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [13] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4
منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
للتواصل مع فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد وللفتاوى والأسئلة:
1- للتحدث مباشرة مع الشيخ: إتصل بتليفون 0020405340519 بعد صلاة العشاء ولمدة ساعتين يوميا عدا الخميس والجمعة.
2- على صفحة: إتصل بنا ، من داخل الموقع الرسمى للشيخ: www.fawzyabuzeid.com
3- عبر البريد الإليكترونى أرسل إلى أى من:
fawzy@fawzyabuzeid.com , fawzyabuzeid@yahoo.com , fawzyabuzeid@hotmail.com , fawzyabuzeid48@gmail.com
4- للرسائل النصية أو إس إم إس عند الضرورة فقط أرسل إلى :
00201115561728 - 01225642362002
5- إذا كان السؤال لبرنامج الفتاوى الفورية فاذكر ذلك، وللرد الخاص فاكتب بريدك الإليكترونى.[/QUOTE]
هاجر اثنان من اليهود لمكة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم منتظرين رسول الله واليهود الذين كانوا في مكة هاجروا إلى المدينة منتظرين رسول الله ، فأما اليهودي الأول الذي كان في مكة ففي شهر ربيع الأول قال لهم :
{يا أهل مكة سيولد في هذا الشهر نبىُّ هذه الأمة ، فكلُّ من يولد له مولودٌ يأتينى ويخبرني به ، فكلما ولد عند أحدهم مولود ، ذهب إليه فيقول له : ليس هذا ، ومن فضل الله على البشرية في العام الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه جعل النساء في جميع بقاع الأرض يحملنَّ ذكوراً ..، إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم}[1]
أما عن الليلة التي ولد فيها الرسول فسيدنا موسى قد أعطاهم أوصافها ، فقال لهم في هذه الليلة ستقوم النجوم بعمل مظاهرة كبيره وتنزل إلى الأرض في مظاهرة طالعة نازله ، وتستمر حتى أن الناس سيظنون أن القيامة اقتربت ، ولذلك فإن الكاهن اليهودي عندما نظر النجوم قال لهم :
{يا معشر قريش ظهر الليلة نجم أحمد ، من ولد له مولود الليلة فليخبرني ، فـذهب كل رجل يسأل أهله ، فقالوا لا يوجد غير زوجة عبد الله هي التي ولدت هذه الليلة فـذهب إليها ، وعندما رآه – وكان ما زال في مكان ولادته – أغمى عليه في الحال وقال : يا للهوان لليهود ، قالوا له : لماذا ؟ قال : ذهبت النبوة من اليهود إلى بني إسماعيل عليه السلام}[2]
أما الرجل الثاني فقد ذهب إليه عبد المطلب ليخبره ، فخرج إليه ، وعندما رآه بالباب قال له {هذه الليلة ولد نبي هذه الأمة ، كن أباه} [3]
وهكذا فكلهم كانوا يعرفون ميعاده ووقته وعلاماته صلوات الله وسلامه عليه ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ولد كانت الآيات في ولادته واضحات جليات ليس فيها شك ، ففي الليلة التي ولد فيها كان أول الآيات التي ظهرت أنهم :
{رأوا الكعبة ترتعش ، وترتجف ، وظلت ترتجف لمدة ثلاثة أيام ، وسمعوها وهي تقول : الحمد لله آن أوان خلاصي من الأصنام ، آن أوان اصطفائي بعبادة الواحد الأحد سبحانه وتعالى}[4]
في هذه الليلة أيضاً {لم يوجد ملك من ملوك الأرض ، جالساً على كرسيه، إلا وزلزلت الأرض تحته ، وانكفأ من على كرسيه ، وكلما يحاول الجلوس على الكرسي ينكفئ به الكرسي مرة أخرى ، وهكذا}[5]
وكان هذا إيذاناً بأن الملوك انتهى زمانهم ، لأنه قد جاء زمان نور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فملك الفرسسقط من إيوانه أربع عشرة شرفة مرة واحدة ، وكانت عنده نار منذ ألف سنة لم تنطفئ قط ، فانطفأت في تلك اللحظة ، وكلما أوقدوها تنطفئ
وفي ذات الوقت كان عنده بحيرة ضخمة جداً مقدسة ، والطفل الذي يولد يذهبون به إليها ليغمسوه فيها ليصبح مباركاً ، وفي هذا اليوم مياه هذه البحيرة جفت فأصبح الصباح على الملك وهو مهموم ، فظلَّ يسأل عن هذا السر العلماء والكهان ، وهم لا يجدون جواباً ، إلى أن ذهبوا إلى سطيح الكاهن فقال لهم {إن نبى آخر الزمان ، الذي سيكون على يديه نهاية ملككم ظهر ، قالوا كم بقى له؟ قال : سيجلس منكم ملوك وملكات بعدد الشرفات}[6]
أي أربعة عشر ملكاً ، فقالوا : إلى أن يملك هذا العدد تمر قرون ، وتفنى أمم ، وتبيد دول ، ولكن من قدرة الله أن توَّلى عشرة ملوك منهم في أربع سنوات ، والأربعة الآخرون ظلوا حتى عصر سيدنا عثمان ، حيث قضى فيه على دولة الفرس نهائياً ، وانتشر فيها نور النبي العدنان صلوات الله وسلامه عليه
وفي هذه الليلة أيضاً ليلة ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم {لم يوجد صنم في العالم أجمع ، إلا انكفأ على وجهه ، حتى الأصنام التي حول الكعبة ، وكان عددها ثلاثمائة وستين صنماً ، وكانوا مشدودين بأوتاد من الرصاص في الأرض ، ومع ذلك فإنهم خروا على وجوههم ، وكلما أقاموهم خروا ثانية}[7]
وفي هذه الليلة أيضاً ركب الجبَّار سبحانه وتعالى مدفعية صاروخية مضادة للشياطين ، فكل شيطان يصعد إلى السماء ليستمع ، يخرج له صاروخ يجرى خلفه ، ولا يتركه إلا ويقضى عليه بأمر الله
{حتى أن الشياطين من دهشتهم، أتوا إبليس وسألوه ماذا حدث ؟ فقال لهم ولد الليلة مولود تكون نهايتنا على يديه ، فقالوا له : اذهب إليه وخلصنا منه ، فذهب إبليس إلى رسول الله - وقد ولد - وأراد أن يضربه ، فضربه جبريل برجله ضربة خرج منها من مكة حتى وقع في عدن في جنوب اليمن ، ونجَّاه الله من هذا الشيطان}[8]
وقبل ولادته صلى الله عليه وسلم أصاب مكة والجزيرة العربية كلها قحط شديد لجفاف الماء ، فذوى الزرع ، ونضب الضرع ، ولما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء الحيا ، فهطلت السحب بالماء ، وسحَّت السماء بالخيرات .، فأنبتت النباتات ، وشبعت الحيوانات ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم}[9]
هذه الإرهاصات - أي المعجزات - كثيرة وكثيرة جداً والمعجزات التي بعد ميلاده أكثر وأكثر وأكثر ، لأنه نور اللهوحبيب الله وصفى الله صلوات الله وسلامه عليه ولما آن الأوان لوضعه صلوات الله وسلامه عليه :
{نطقت الحيوانات التي في مكة كلها بلسان عربي فصيح ، وذهبت تبشِّر بعضها بعضاً بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول كل : أبشر ، جاء رسول الأمان ، جاء رسول السلام ، جاء رسول الختام ، الذي يخرج الله سبحانه وتعالى به الناس من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان}[10]
وهذا الكلام شاهدوه ، وعرفوه ، ولذلك عندما قال رسول الله لأبى جهل {ألا تَعْرِفُ أنَّى نَبِىٌّ؟ ، قَالَ : أعْرفُ وَنَحْنُ نَعِرِفُ عَلامَاتِك ، لكِنْ نَحْنُ نكذِّبُ بالذي جِئْتَ بِهِ} وهذا ما أخبر عنه الله في قوله {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} الأنعام33
فالذي منعهم من الإيمان به الحقد والحسد ، وهذا ما حكاه الله عنهم في قوله {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ{31} أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} الزخرف
فلما آن أوان وضعه {رأت السيدة آمنة من يقول لها في المنام ، قولي إذا وضعتيه : أعيذه بالواحد من شر كل ذي حاسد وسمِّيه محمدا ، وأعطاها صفيحة من الفضة مكتوب عليها هذه الكلمات : أعيذه بالواحد من شر كل ذي حاسد ، وقال علقيها في رقبتك حتى تضعيه فعلقيها له}[11]
فلما جاء الأوان ، كان من إرادة الله أن يأتيها الميلاد في غفلة {وهي وحيدة بالمنزل ، وليس معها أحد ، ولكنها فوجئت بأربع نسوة ، واحدة احتضنتها وقالت لها أسندي ظهرك إلىّ ، وواحدة أحضرت لها شربة ماء ، وقالت لها اشربي هذه الشربة ، قالت : فشربت هذه الشربة ، فوجدتها أحلى من الشهد وألين من الزبد وأبرد من الثلج ، فلما شربت منها قالت لها تزودي - أي اشربي مرة أخرى - ، والثالثة وضعت يديها على بطنها ، وقالت : باسم الله أخرج سالما بإذن الله
فقالت لهن من أنتن ؟ ، واحدة قالت : أنا مريم ابنة عمران ، والثانية قالت : أنا آسية بنت مُزاحم ، ومن معنا هؤلاء من الحور العين ، جئن ليشهدن ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظة ، ونظرت في سقف الحجرة فوجدت نجوم نازلة من السماء ، ووجدت طيور خضراء واقفة مستعدة ترفرف بأجنحتها ، حتى لا تنزل قطرة من دمها على الأرض فتعلقها إذا نزلت مع سَلا ( خلاص ) رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونظرت أيضاً فوجدت طستا وبجواره إبريق من فضة مليء بالماء ، وبجواره رجال يلبسون ملابس بيضاء ، ويغطون وجوههم حتى لا تستحي منهم عندما تراهم ، لأنهم في انتظار مهمتهم التي بعد ذلك : وهى أنهم يغسلونه ، ويشقون بطنه ، ثم يطوفون به في ملك. الله وملكوته الأعلى ، فبعد مولده فوراً ، شقوا بطنه وغسلوها
وأخذه سيدنا جبريل تحت جناحه ، وطار به في السموات والأراضين ، وسمعته هو وملك آخر - وهو إسرافيل - يقول : طوفوا به في مشارق الأرض ومغاربها ، وأدخلوه البحار ليعرفوه بنعته ، واسمه ، وصفته ، وأدخلوه الغابات لتعرفه الوحوش ، وأدخلوه الجنات ، وأدخلوه عالم الملكوت ، فطاف به في عالم الملكوت كله في ساعة من الزمن}[12]
كل هذه الأمور حدثت في لحظة ميلاده صلى الله عليه وسلم ، ولذا فالأئمة الكرام استحسنوا أننا عندما يذكر ميلادرسول الله ، نقوم {وقوفا}تعظيماً لميلاد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، لأن هذا مسك الختام ، ونبي الختام
{فالسيدة آمنة ، وهي وحيدة في حجرتها ، منفردة كعادتها ، أتاها الطلق ، ثم رأت نوراً ، رأت على هذا النور مشارق الأرض ومغاربها ، وقالت : رأيت ثلاثة أعلام مضروبات ، علماً على رأس الكعبة ، وعلماً في المشرق ، وعلماٌ في المغرب ، ثم أخذني المخاض فولدت محمدا}[13]
[1] رواه أبو نعيم والسيوطي في الخصائص عن عمرو بن قتيبة [2] رواه ابن سعد والحاكم وأبو نعيم بسند حسن عن عائشة [3] أخرجه أبو نعيم وابن عساكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده [4] أخرجه أبو نعيم والسيوطي في الخصائص عن عمرو بن قتيبة [5] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [6] رواه الإمام البيهقي وأبو نعيم والخرائطى في الهواتف وابن عساكر عن طريق مخزوم بن هاني المخزومي عن أبيه [7] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [8] أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره عن عكرمة [9] أخرجه أبو نعيم عن عمرو بن قتيبة [10] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [11] خرجه الحاكم وصححه والبيهقي عن خالد بن معدان [12] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [13] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4
منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
للتواصل مع فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد وللفتاوى والأسئلة:
1- للتحدث مباشرة مع الشيخ: إتصل بتليفون 0020405340519 بعد صلاة العشاء ولمدة ساعتين يوميا عدا الخميس والجمعة.
2- على صفحة: إتصل بنا ، من داخل الموقع الرسمى للشيخ: www.fawzyabuzeid.com
3- عبر البريد الإليكترونى أرسل إلى أى من:
fawzy@fawzyabuzeid.com , fawzyabuzeid@yahoo.com , fawzyabuzeid@hotmail.com , fawzyabuzeid48@gmail.com
4- للرسائل النصية أو إس إم إس عند الضرورة فقط أرسل إلى :
00201115561728 - 01225642362002
5- إذا كان السؤال لبرنامج الفتاوى الفورية فاذكر ذلك، وللرد الخاص فاكتب بريدك الإليكترونى.[/QUOTE]
عليه وسلم
الاشتراك في:
الرسائل
(
Atom
)